یتیم عاشوراء من انصار کربلاء

اشارة

رقم الإیداع فی دار الکتب والوثائق __ وزارة الثقافة العراقیة لسنة 2013؛ 335

الرقم الدولی ISBN: 9789933489724

الحلی، میثاق عباس

یتیم عاشوراء من أنصار کربلاء: محمد الأصغر بن الإمام علی علیهما السلام المکنی بأبی بکر رضی الله عنه: دراسة وتحلیل / تألیف میثاق عباس الخفاجی الحلی؛ [تقدیم محمد علی الحلو]. – ط.1. - کربلاء: العتبة الحسینیة المقدسة، قسم الشؤون الفکریة والثقافیة 1434ق. = 2013م.

128 ص. - (قسم الشؤون الفکریة والثقافیة؛ 122).

المصادر: ص115 – 119.

1 . محمد الأصغر ابن علی بن أبی طالب (ع)، 37؟ - 61ه_ . – السیرة. 2. محمد الأصغر بن علی بن أبی طالب (ع)، 37؟ - 61ه_ . – شهادته – شبهات وردود . 3. واقعة کربلاء، 61ه_. – شهداء – الهاشمیون . 4 . الأسماء العربیة – تاریخ – شبهات وردود. ألف. الحلو، محمد علی، 1957 -   م. مقدم. ب . العنوان.

BP 80. M9437 H556 2013

تمت الفهرسة قبل النشر فی مکتبة العتبة الحسینیة المقدسة

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

ص: 3

محمد الأصغر ابن الإمام علی علیهماالسلام

المکنی بأبی بکر (رضی الله عنه)

دراسة و تحلیل

الشیخ میثاق عباس الخفاجی الحلی

ص: 4

جمیع الحقوق محفوظة

للعتبة الحسینیة المقدسة

الطبعة الأولی

1435ه_ - 2014م

العراق: کربلاء المقدسة - العتبة الحسینیة المقدسة

قسم الشؤون الفکریة والثقافیة - هاتف: 326499

www.imamhussain-lib.com

البرید الالکترونی:  info@imamhussain-lib.com

ص: 5

بسم الله الرحمن الرحیم

«رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَی نَحْبَهُ

وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلاً».

سورة الأحزاب الآیة 23.

قال الإمام الحسین علیه السلام لأصحابه:

(اثنی علی الله أحسن الثناء واحمده علی السراء والضراء، اللهم إنی أحمدک علی أن أکرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفهمتنا فی الدین وجعلت لنا أبصارا وأسماعا وأفئدة فاجعلنا من الشاکرین، أما بعد فانی لا اعلم أصحابا أوفی ولا خیرا من أصحابی ولا أهل بیت ابر ولا أوصل من أهل بیتی فجزاکم الله عنی خیر الجزاء ألا وانی لا أظن یوما لنا من هؤلاء ألا وانی قد أذنت لکم فانطلقوا جمیعا فی حل لیس علیکم حرج منی ولا ذمام هذا اللیل قد غشیکم فاتخذوه جملاً) ((1)).


1- مقتل الحسین علیه السلام لأبی مخنف ص109.

ص: 6

الإهداء

إلی أبی الشهداء علیه السلام الحسین بن علی (علیهماالسلام)

وشهید کربلاء محمد الأصغر ابن علی بن أبی طالب (علیهماالسلام) المکنی بابی بکر أو بکر بن علی (رضی الله عنه)

إلی أنصار الحسین (رضوان الله تعالی علیهم)

إلی السائرین علی طریق الجهاد والتضحیة

 إلیهم جمیعا اُهدی هذا المجهود.

 واسأل الله تعالی القبول.

ص: 7

مقدمة اللجنة العلمیة

لم تنفک واقعة کربلاء عن البحث فی تداعیاتها وقد حجبها التاریخ السیاسی الذی فرض علی المتلقی توجهات السلطة وفرض سیاستها بما ینسجم والنص التاریخی المبرمج علی أساس دواعی الحاکم وتوجهاته، ودعت هذه الإمکانیة السیاسیة فی التغییب والإلغاء علی إخفاق النص التاریخی الصحیح من أخذ الصدارة فی واجهة الأحداث ما لم تحرکه جهود البحث والتنقیب لیأخذ دوره فی إبراز الحادثة بواقعها التاریخی، ولعل واقعة کربلاء أکثر الوقائع التی عانت من غیاب النص التاریخی الذی یُترجم للواقعة وشخوصها کونها الأکثر تأثراً بالتغییب السیاسی وجهود السلطة التی ما فتئت تعمل علی إخفاء الحقائق وتهمیشها، وبذلک فمن العجیب أن نجد أن تاریخیة الواقعة بنصوصها صمدت فی وجه محاولات التغییر حیناً والتغییب أحیاناً أخری، وقد لاقت بعض النصوص محاولات الإجهاز علیها

ص: 8

ووأداها إما بتحریفها أو بمحاولة إلغائها، ومن جملة هذه النصوص التی أجهز علیها النظام السیاسی بفعالیته التغییبیة هو الشهید محمد الأصغر ابن الإمام علی ابن أبی طالب علیهم السلام والذی اختلف المؤرخون فی شهادته _ وعلی أقل تقدیر فی کربلاء أو بعدها _ أو فی تسمیته بأبی بکر لمصادرته لصالح رؤیة سیاسیة مقیتة صادرت الکثیر من الحقائق وحاولت تدویلها لقضایا سیاسیة غیر واقعیة، الا أن البحث الذی بین أیدینا قدّم محاولة مهمة فی استنطاق النصوص التاریخیة والاستفادة منها لکشف الوقائع وتشخیص الحقائق، فکان مؤلفه سماحة الشیخ میثاق الحلی موفقاً فی معالجة الکثیر من الإرباکات التاریخیة التی أوقعها النظام السیاسی ومحاولة قلب الوقائع وتحریفها، وما زالت کربلاء تنبض بالکثیر من الحقائق کما انها تنبض بالحیاة.

عن اللجنة العلمیة

السید محمد علی الحلو

ص: 9

مُقَدِمةُ الکتاب

لقد کانتْ ثورةُ الإمامِ الحُسین علیه السلام ثورةً إسلامیةً کُبْری ضدَ الحکمِ الأموی الفاسدِ، المتمثلِ بیزیدَ بن معاویةَ ومستشاریِهِ من أعوانِ مَنْ سَبَقَهُ مِنَ الذینَ سیطروا علی الوضعِ السیاسی، حتی أصبحَ الأمرُ والنهیُ بیدِ مجموعةٍ مِنْ أَبنَاءِ الطُلَقَاءِ والمُتَمَلِقِینَ للسلطةِ علی حسابِ الأُمةِ الإسلامیةِ، وقد کانَ لهذا التَسَلُطِ أَسْبَابٌ ومقدماتٌ، فهو نتیجةٌ لسیاساتٍ غیرِ شرعیةٍ مِنْ قِبَلِ المُتَسَلِطِینَ علی الحٌکِمِ بَعْدَ رَحِیلِ الرسولِ الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم.

لقد مَهَدَتْ دَوْلَةُ الخِلافَةِ بِصُورةٍ مُبَاشِرةٍ أو غَیرِ مُبَاشِرةٍ لحکمِ بَنِی أُمَیْةَ وخالفوا قولَ الرسولِ صلی الله علیه وآله وسلم: أَنَّ الخِلافَةَ حرامٌ علی بَنِی أُمَیةَ، وقولُه صلی الله علیه وآله وسلم: اِقتلُوا معاویةَ إذا رأیتُمُوُهُ علی منبری.((1))


1- السلفیة عند أهل السنة والإمامیة ص105 للعلامة السید محمد الکثیری. «إذا رأیتم معاویة علی منبری فاقتلوه». رواه ابن عدی فی الکامل (2/146)، (5/200)، (5/314)، وابن الجوزی فی الموضوعات (2/265) بلفظ «فارجموه»، وابن عساکر فی تاریخ دمشق (59/155) کلهم من طریق مجالد بن سعید عن أبی الوداک عن أبی سعید الخدری. ورواه ابن عدی فی الکامل (7/83) والبلاذری فی أنساب الأشراف (5/136).

ص: 10

إلا أنَّ صمتَ البعضِ وخٌنوعَ الآخرِ قد ساعدَ علی مُخالفةِ قولِ الرسولِ صلی الله علیه وآله وسلم، بل إنَّ بعضَ خُلفاءِ العصرِ رفعوا مِنْ مَقامِ بَنی أُمیَةِ علی رقابِ المسلمینَ وجعلوا لهم المناقبَ والفضائلَ فضلاً عن اضطهادِ الصالحینَ والمعارضینَ لمواقفِ الخلفاءِ غیرِ الشرعیةِ.

ولقد اِنْطلقَ موکبُ أبی الشُهداءِ الثائر المُتَمَثلُ بالبیتِ المحمدی العلوی والعقیلاتِ وأنصارِ الحسین (علیهم أفضلُ الصلواتِ والسلام) لمواجهةِ التَسلطِ الأموی مَعَ خُذلانِ الناصرِ وقِلةِ العددِ حاملاً شعارَ الإصلاحِ فی أُمةِ جدِهِ صلی الله علیه وآله وسلم، بعد أن أصابَها الخُمولُ والسُباتُ عن نُصرةِ صوتِ الحقِ وتَحکمَ بِهم أَهْلُ البَغی وأَبناءُ الطُلقاءِ وأنزَلُوا بالمسلمین سوءَ العذابِ من تشریدٍ وتهمیشٍ لأصحابِ رسولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم والتابعینَ حتی وَصَلتِ الِخِلافَةُ إلی یزیدَ بن معاویةَ الفاسقِ الماجنِ فصارَ یتحکمُ فی شُؤونِ المسلمینَ.

 فکانَتْ الثورةُ الحسینیةُ أولَ انطلاقةٍ ضدَ الحُکمِ الأموی المُنْحَرف، مبتدئةً من المدینةِ ومستقرةً فی کربلاء بمشیئةِ اللهِ تعالی حاملةً مشروعَ الإصلاحِ والتغییرِ فکانتْ کربُلاءُ الشهادةِ والعبرةِ، فقد قدمَ أبو الشهداءِ علیه السلام أصحابَهُ وأهلَ بیتِهِ ونفسه قرابینَ من أجلِ الإسلامِ وقد ذَکرَ التاریخُ مواقفَهم البُطولیةَ إجمالاً أو تفصیلاً، ورَسَمَ لهم الأدُباءُ والخُطبَاءُ أَجْمَلَ صورِ التضحیاتِ والفِداءِ.

ص: 11

وکان فی هذهِ القافلة سیدٌ علویٌ قد أخفی التاریخُ دورَهُ فی میدانِ کربلاء علی مرِ السنین ولم یُعْطَ حَقَهُ حتی نَسِیَهُ أهلُ العلمِ مِنَ المُحَقِقِینَ والبَاحِثِینَ والخِطَابَةِ والأَدَبِ الحُسیِنی. شَخْصِیةٌ عَلویةٌ مِنْ أبطالِ کربلاء، إَنَّهٌ أبو بکر بن علی بن أبی طالب رضی الله عنه شهیدُ کربلاء المدفونَ فی الحِلةِ الفَیحاءِ فی مَنَاطقِ عَزَةَ من قُرَی خَفاجةِ.

ومن هنا کان مِنَ الواجبِ التاریخی والانتماءِ المدنی((1)) إفراد بحثٍ عن هذه الشخصیةِ الشابةِ مِنْ أبطالِ کَربلاء، وقد أَسَمیتُهُ ب_(یتیم عاشوراء من أنصار کربلاء)، وأعنی بهِ المُنقَطِعَ عن الذکرِ فی مواسم عاشوراء الحسین علیه السلام فإِنَّ الغالبَ إِنْ لم یَکنِ الجمیعُ مِنْ أبطالِ الطفِ یذکرونَ فی العَشَرةِ الأولی مِنْ أیامِ عاشوراء، وقد جُعِلَ لکلِ واحدٍ أو جماعةٍ یوماً ولیلةًٍ خاصةًٍ به، إلا هذا السیدَ العلویَ الهاشمیَ لا ذِکْرَ لهُ، ولذا فهو مقُطوعٌ أثَرُهُ کلیاً فی أیامِ عاشوراء وکَذَلکَ فی عَالمِ البحثِ والکِتَابَةِ.

ومما وفقنا له هذا الکِتَابُ الذی بین یَدَیکَ وهو دراسةٌ موجزةٌ فی سیرةِ ومواقفِ محمد الأصغر ابن أمیر المؤمنین فی کربلاء من یوم عاشوراء.

فقد نقبتُ فی مناجم التاریخِ لاکتشافِ دُرَرهِِ وحَقَائِقِهِ ومَواقِفِ بطلٍ مِنْ


1- الانتماء المدنی: اعنی به الانتماء إلی مدینة الحلة الفیحاء وتضمنها للمرقد المنسوب لصاحب الذکری العطرة محمد الأصغر ابن الإمام علی (علیهما السلام). فان للمدینة حقاً علی أبنائها من خلال تمجیدها بذکر آثارها وتراثها وتاریخها وما تضمنت من رموز تاریخیة مختلفة.

ص: 12

أبطالِِ کربلاء وکَشَفْتُ عن دَورِهِِ فی أَحدَاثِِ وَاقِعَةِِ الطفِ فَوَجَدْتُ ما خَفِیَ علی الباحثِ اللبیب، فجمعت أدلتها ثم َصِغْتُهُا بما تفضلَ المولی سُبْحَانَهُ علیَّ مِنْ بَرَکاتِ لَیَالِی عَاشُوراءَ، فکانت بهذه الحُلة الجمیلةِ والأدلة المتینة من مصادرها الجلیلة، وضمنها اسطرا فی هذا الکِتَابِ ً فکان یتیما بحق فی وقته.

وَقَدْ وَضَعْنَاهُ خِدْمَةً لِلتُراثِِ الحُسینی وَدَعْمَاً لِمَسِیرَتِهَا الَمُبَارَکَةِ وَلِرُوَاد ِالمِنْبَرِ الحُسیِنِی وَفَقَ اللهُ تعالی خَدَمَتَهَ لکلِ خیرٍ والسیرِ علی مَنْهَجِ رَائِدِهِ الإمام الَحُسَینِ علیه السلام، فإِنَّّّّهُ مُصْبَاحُ الهُدَی وسَفِینَةُ النَجَاةِ.

وقَدْ جَعَلتُ الکتابَ فی مقدمةٍ وثلاثة فصول.

فالمقدمةُ: تَضَمَنَتْ أسبابَ التسمیةِ والغَرضَ مِنَ الکِتَابِ.

والفصلُ الأولُ: تَضَمَنَ ثلاثة مطالب:

الأول: تضمن الحدیث عن زوجات الإمام علی علیه السلام.

والثانی: فی أبناء الإمام علی علیه السلام.

والثالث: فی النساء اللاتی کن فی کربلاء یوم عاشوراء.

وتضمنَ الفصلُ الثانی: ثلاثة مباحث وکل مبحث فیه مطالب:

الأول فی زواج الإمام علیه السلام بالسیدة النهشلیة.

والثانی فی مولد محمد الأصغر ونشأته والثالث فی تحدید اسمه وکنیته.

والمبحث الثانی فیه مطلبان:

الأول: فی الأدلة القطعیة علی شهادته.

ص: 13

 والثانی: فی کَیفِیَةِ شَهَادَتِهِ رضی الله عنه.

والمبحث الثالث: فی المصادر التی لم تذکر شهادته رضی الله عنه.

وتضمن الفصل الثالث: تمهیداً وثلاثة مباحث.

 التمهید حول طبیعة الأسماء فی الجاهلیة.

والمبحث الأول فیه مطلبان:

 الأول: فی تسمیة أبناء الأئمة (علیهم السلام) بالأصحاب.

والثانی: فی حقیقة اسم الخلیفة أبی بکر والتسمیة به.

والمبحث الثانی فیه مطالب:

 الأول: کثرة اسم عمر فی العرب.

 والثانی: فی نهی الخلیفة عمر بن الخطاب عن التسمیة باسم الرسول صلی الله علیه وآله وسلم.

والثالث: فی کثرة اسم عثمان عند العرب. وللأمانةِ العلمیةِ، فقد إعتَمَدْنا کثیراً علی کتابِ التسمیاتِ للسید علی الشهرستانی حَفِظَهُ اللهُ تعالی إتماماً للفائدةِ. وأخیراً نسألُ اللهَ تعالی التوفیقَ لخدمةِ القضیةِ الحسینیةِ والتفضلَ علینا بقبولِ هذا الجهدِ المتواضعِ وأنْ ینفعنا به (یَوْمَ لا یَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ).((1)) إنَّهُ سمیعُ الدعاءِ والصلاة والسلام علی محمد وآله الأطهار.

المؤلف


1- سورة الشعراء الآیة 88.

ص: 14

ص: 15

الفصل الاول

اشارة

وفیه مباحث:

الأول: زوجات الإمام علی علیه السلام.

الثانی: أبناء الإمام علی علیه السلام.

الثالث: نساء مع الإمام الحسین علیه السلام.

ص: 16

ص: 17

المبحث الأول: عدد زوجات الإمِامِ علی علیه السلام

تزوجَ الإمامُ علیٌّ علیه السلام مجموعةً مِنَ النساءِ لا رغبةً فیهنَّ وإنَّما من أَجلِ رِعایتِهِنَّ أو لِتَقویةِ العلاقاتِ الاجتماعیةِ بین العشائر والقبائلِ، فقد کانتْ أّغلبُهنَّ أراملَ، قد فقدنَّ أزواجَهُنَّ ولدیهنَّ أیتامُ((1)) وکانَ فی عَمَلِهِ هذا


1- إن ما نستفیده من دراسة التعددیة الزوجیة نموذجا عند الإمام علی علیه السلام نستفید عدة أمور وهی: کثرة الأبناء فأن جمیع زوجاته علیه السلام أنجبنَ له. وقد بلغ عدد ما أنجبنه ستة وثلاثین ذکرا وأنثی تقریبا. وان من زوجاته علیه السلام الأبکار مثل فاطمة وأُمامة بنت أبی العاص وکان منهن أرامل مثل أسماء بنت عمیس التی کانت قبله زوجة لأبی بکر بن أبی قحافة، وأم سعید بنت عروة التی کانت زوجة لعتبة بن أبی سفیان. لکنا غیر متأکدین من أن أم سعید أرملة فربما کانت مطلقة لا أرملة والله أعلم. ولکن الملاحظ إن الإمام لم یتزوج علی الزهراء علیه السلام أی زوجة أخری، ولکن بعد وفاتها جمع بین أکثر من زوجة. وجمع علیه السلام بین أربع زوجات فی وقت واحد، هنَّ أُمامةُ بنت أبی العاص وأسماءُ بنت عمیس ولیلی بنت مسعود وزوجة رابعة هی إحدی زوجاته المذکورات وأنَّ أسماءَ بنتَ عمیس وغیرها من الزوجات قد وافقنَ علی الزواج من اِلإمامِ علی علیه السلام بالرغم من وجود أکثر من زوجة لدیه، وهذا یؤکد من أن الصحابیات کن یوافقنَ علی الزواج من الرجل المتزوج، بینما لا ترضی به الکثیرات الیوم ممن تسممت عقولهن بسموم الثقافات الجدیدة والمنحرفة، مع العلم أَنَّ قانونَ التعددیة الزوجیة یعالج الکثیرَ من المشاکل الاجتماعیة کقضیة الأرامل والمطلقات. ثم إِنَّ مواقفَ أولادهِ علیه السلام من تعدد زوجات کان ایجابیاً، فإِنَّ أحداً منهم لم یعترض. وکذلک بناته علیه السلام لم یعترضنَ علی زواج. ثم إِننا لو لاحظنا العلاقة بین أبناءِ الإمام علیه السلام من زوجاته المختلفات نجدها جیدة أیضا، فإن کثیرا منهم قد قُتلوا وهم یقاتلون إلی جانب أخیهم الحسین فی معرکة کربلاء. ومما نؤکد علیه انه علیه السلام قد جمع علیه السلام بین أربع زوجات وهو خلیفة للمسلمین وفی موضع القدوة للرعیة، ولم یؤثر ذلک علی قیادته للرعیة بل کانوا عونا له، فلا حرج أنْ یکون للحاکم أکثر من زوجة، مقتدیا بذلک بسنة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. ولیس التعدد مخالفاً للتقوی والورع کما یتصور البعض انه مجرد رغبة جنسیة فهذا لیس بصحیح، وفی تعدد الزوجات لدی الإمام کحاکم وخلیفة ردٌ علی مَنْ یزعمُ بأنَّ التعددَ لا ینتشرُ إلا فی الأوساط المتخلفة أو الأمیة. فالإمام علیه السلام کان أفضل أهل العلم والفقه والسیاسة والحکم. ثم إِنَّ تقوی الإمام علی علیه السلام وعبادته وزهده فی الدنیا وخوفه من الظلم لم تمنعه من الزواج من عدة زوجات، خلافا لما یظنه بعض من یصطنعون التقوی والزهد فی الدنیا من أَنَّ ذلک یتعارض مع التعدد، فالجمعُ بین أکثر من زوجة عند علی علیه السلام وبقیة الصحابة رضی الله عنهم یدلُ علی أنَّ تعددَ الزوجاتِ فی الإسلام غیر مقید بالحالات والظروف التی اعتاد عبید الغرب تردیدها، وإنما التعددُ إلی أربع زوجات أمرٌ مشروعٌ دون ضرورات تقیدُهُ أو مبررات تُسَوغُهُ، وهو مندوبٌ ومستحبٌ وغیرُ معللِ بعلةِ، ولا مؤقت بعصر من العصور، ولا زمن من الأزمان ومع ذلک نقول لیس کل مباح او جائز نفعله، إذ لابد من دراسة الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة والأخلاقیة. فتأملوا.

ص: 18

ص: 19

متأسّیاً برسولِ الله وسیرتِهِ صلی الله علیه وآله وسلم، فهو أبو الأیتامِ والأراملِ کما ذکرَ ذلکَ فی وصیتِهِ لِوَلَدِهِ الحسن علیه السلام قَبلَ شَهادَتِهِ علیه السلام. وکما هو مشهورٌ منْ سیرتِهِ علیه السلام، وقد رُزِقَ مِنْهُنَّ سبعةُ وعشرونَ ولداً ذکراً وأُنْثَی، ومجموعُ أزواجِهِ علیه السلام کما ذکرَ المُؤَرِخُونَ هنَّ:

أولا: فاطمةُ الزهراءِ علیها السلام((1)): وأولادُها خمسةٌ وهم الحسن، والحسین، وزینب الکبری، وزینب الصغری المکنّاة بأم کلثوم والمحسن السِقْطِ الذی أَسقَطَتْهُ عندما رَوَعَها القومُ وهَجَمُوا علی دارِ علیًّ علیه السلام مِنْ قِبَلِ بعضِ مَنْ یَزْعُمُ صُحْبَةَ رسولِ الله صلی الله علیه وآله وسلم.((2))


1- الأظهرُ فی روایاتِ أصحابِنا أنّها ولدتْ سنة خمسٍ من المبعثِ بمکّةَ فی العشرین من جمادی الآخرة، وأنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قٌبِضَ ولها ثمانی عشرة سنة وسبعة أشهر(1). وروی عن جابر بن یزید قال: سُِئلَ الباقر علیه السلام : کم عاشتْ فاطمةُ علیه السلام بعدَ رسولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم؟ قال: «أربعةَ أشهر، وتوفّیت ولها ثلاث وعشرون سنة». وهذا قریب ممّا روته العامّة أنّها ولدتْ سنة إحدی وأربعین من مولد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (3)، فتکون بعد المبعث بسنة. الکافی 1: 381، تاریخ الأئمة وأعلام الوری للطبرسی ج1ص299.
2- 2- الذین هجموا علی دار الإمام علی علیه السلام هم: عمر بن الخطاب، خالد بن الولید ، عبد الرحمن بن عوف وثابت بن قیس بن شماس، زیاد بن لبید ومحمد بن مسلمة وزید بن ثابت وسلمة بن سالم بن وقش وسلمة بن أسلم وأسید بن حضیر. ویضاف لهم کل من أبی عبیدة -کما فی شرح النهج ج 6 ص285 وفیه روایة أبی بکر الجوهری وفیه أیضا ذکر اسم بشیر بن سعد راجع کتاب محسن السقط للعلامة المحقق الحجة السید مهدی الخرسان. دام ظله.

ص: 20

ثانیا: أُمامةُ بنتُ أبی العاص((1)): تزوجتْ أُمامةُ مِنَ الإمامِ علیِّ بن أبی طالب علیه السلام بعدَ وفاةِ السیدةِ فاطمةَ الزهراءِ علیها السلام، وقد زوّجَها لَهُ الزبیرُ، وکانتْ فاطمةُ الزهراءُ علیها السلام قد أَوصتْ علیًّا بأنْ یتزوجَ بأُمامة بعد وفاتِها، فتزوجَهَا فی خلافةِ عمرَ بن الخطابِ.وبَقیتْ أُمامةُ زوجةً لعلیٍّ علیه السلام حتی أُسْتُشْهِدَ علیه السلام، فتأثرتْ وحَزِنَتْ حُزنًا شدیداً وفقدتْ بغیابهِ زوجاً ونصیراً. قال القمی: أَنجبتْ لعلیِّ بن أبی طالب علیه السلام محمداً الأوسط وقیل: لم تُنْجِبْ.((2))


1- أُمامة بنت أبی العاص: وهی بنت أبی العاص بن الربیع بن عبد العزی بن عبد شمس: ویُروی أنه لما توفی أبو العاص بن الربیع فی السنة الثانیة للهجرة کان قد أوصی بابنته أُمامة إلی ابن خاله الزبیر بن العوّام أنه لما جُرح علی بن ابی طالب علیه السلام بالخنجر المسموم خاف علی أُمامة بنت أبی العاص زوجته أن یتزوجها معاویة بن أبی سفیان من بعده، فأرسلَ إلی المغیرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب طالبًا منه أنْ یتزوجها من بعده. ولما حضرته الوفاة قال لزوجته أُمامة:" إن کان لک فی الرجال حاجة فقد رضیتُ لک المغیرة بن نوفل عشیراً. وقیل أنها ولدت من المغیرة فولدت له یحیی وبه کان یُکنّی قال ابن کثیر عن حوادث السنة الثانیة عشرة:- (فصل فیما کان من الحوادث فی هذه السنة … وفیها تزوج علی بن أبی طالب بأُمامة بنت زینب بنت رسول الله وهی من أبی العاص بن الربیع بن عبد شمس الأموی وقد توفی أبوها فی هذا العام وهذه هی التی کان رسول الله یحملها فی الصلاة فیضعها إذا سجد ویرفعها إذا قام) البدایة والنهایة: 353 / 6. وبموت أمامة انقطع عقب زینب ابنة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولیس لزینب ولا لرقیة ولا لأم کلثوم بنات النبی صلی الله علیه وآله وسلم عقب، وإنما العقب للسیدة فاطمة علیه السلام کما جاء فی "الإصابة" و"اسد الغابة".
2- منتهی الآمال فی تواریخ الآل الشیخ عباس القمی ج1ص263.

ص: 21

ثالثا: خَولةُ بنتُ جعفر بن قیس الحنفیّة: مِنْ قبیلةِ بنی حنیفة التی اِمتَنعَتْ عن دفعِ الزکاةِ للخلیفةِ أبی بکر لعلمِهِم بإِنَّ رسولَ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم نصبَّ علیاً علیه السلام خلیفةً فی غدیرِ خُمٍ، فهجَمَ علیهم خالدُ بنُ الولیدِ وقتلَ زوجَها وسباها((1))، وبعد إِطلاقِ سَرَاحِها وإِنتهاءِ عدتِها تَزَوَجَها


1- قصة غدر خالد بن الولید بقوم بنی حنیفة وقتل مالک بن نویرة تحت عنوان الردة یندی لها الجبین ووصمة فی تاریخ بعض الصحابة وخلاصتها: لما تسلم الخلافة أبو بکر بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وسمعت القبائل وجاء موسم الزکاة امتنعت بعض القبائل من دفع الزکاة لعلمها أن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم قد نصّب علیا خلیفة من بعده،فلم یعطوا الزکاة إلا لمن نصبه الرسول صلی الله علیه وآله وسلم فحکم علیهم ابو بکر بالردة والکفر کبقیة القبائل التی زعم انها ارتدت عن دینها فأرسل إلیهم خالد بن الولید ومع علمه بإسلامهم قتل شیخ بنی حنیفة مالک بن نویرة ودخل بزوجته فی نفس اللیلة فحکم علیه عمر بن الخطاب بقتل مسلم والزنا بزوجته واعتذر له أبو بکر بأنه تأول فأخطأ. . الخ، وقد نقلها ابن الجوزی فی کتابه (المنتظم - ج3 ص24) قال: فضرب عنقه وقتل أصحابه وکانت له امرأة یقال لها أم تمیم بنت المنهال من أجمل الناس والنساء فتزوجها خالد…، روی المؤلف بإسناده عن محمد بن الزبیر وغیره: إن خالدا لما نزل البطاح بث السرایا فأتی بمالک وکان فی السریة التی أصابتهم أبو قتادة شهد أن لا سبیل علیه ولا علی أصحابه، وشهد الأعراب أنهم لم یؤذنوا ولم یقیموا ولم یصلوا، وجاءت أم تمیم کاشفة وجهها حتی أکبت علی مالک وکانت أجمل الناس، قال لها: إلیک عنی فقد والله قتلتِنی، فأمر بضرب أعناقهم … قال أبو قتادة: ترک قولی وأخذ بشهادة الأعراب الذین فتنتهم الغنائم، فقال عمر: إن فی سیف خالد رهقا وإن یکن هذا حقا فعلیک أن تقیده … فلما رآه عمر قال: أریاء یا عدو الله عدوت علی رجل من المسلمین قتلته ثم تزوجت امرأته لئن أمکننی الله منک لأرجمنک. قال خلیفة بن خیاط فی تاریخه (ص53) بسند ورجاله ثقات: حدثنا علی بن محمد عن ابن أبی ذئب عن الزهری عن سالم عن أبیه قال: قدم أبو قتادة علی أبی بکر فأخبره بمقتل مالک وأصحابه فجزع من ذلک جزعا شدیدا، فکتب أبو بکر إلی خالد فقدم علیه، فقال أبو بکر: هل یزید خالد علی أن یکون تأول فأخطأ ؟ ورد أبو بکر خالدا، وودی مالک بن نویرة ورد السبی والمال. (النفیس فی رزیة یوم الخمیس ج1ص403).

ص: 22

 الإمامُ علیٍّ علیه السلام، فرُزِقَ منها محمداً المکنی بأبی القاسم وقد بشرَهُ به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم،((1)) وعُرِفَ عنه ب_ (محمد بن الحنفیة) نسبةً لامهِ رضی الله عنها.

 رابعا: أمُ البنین: وهی فاطمةُ بنتُ حزام بن خالد بن ربیعة الکلابیة وتزوجتْ من أمیرِ المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام بعد سنةِ (24) للهجرةِ الشریفةِ، وذلک لأنَّ الأمیرَ علیه السلام تزوجَهَا بعد أُمامةَ بنتِ زینب علی أشهرِ الروایاتِ. وأولادُها العباس أبو الفضل وعبد الله وجعفر


1- خولة بنت جعفر بن قیس الحنفیة: خولة بنت جعفر » من قبیلةٍ امتنعت عن دفع الزکاة إلاّ لمَن بایَعَتْه یوم غدیر خُمّ، فحَمَل علیهم خالد بن الولید فی جیشٍ جهّزه أبو بکر _ وقد أطلق علیهم «أهل الرِّدّة» _ فقتَلَ خالدٌ مُقاتلیهم واستباح أموالهم وسبی ذراریهم _ وهم مسلمون! _ وجعل ما حصل علیه فیئاً غنیمةً قسّمُهُ بین أصحابِه. وکانت «خولة» من بین الأُساری، فأکرمَها الإمامُ علیِّ أمیر المؤمنین علیه السّلام بالزواج منها، فوَلدَتْ له «محمّداً»، وکان لقبها «الحنفیّة»؛ إذ هی ابنة جعفر بن قیس بن مسلمة بن ثعلبة بن یربوع ابن ثعلبة بن الدول بن حنفیّة، المصدر الاستغاثة لأبی القاسم الکوفی 5:1؛ مسألتان فی النصّ علی علیٍّ علیه السلام للشیخ المفید ص15.

ص: 23

وعثمان. وهؤلاءِ قُتلوا جمیعاً تحتَ رایةِ الإمامِ الحسینِ علیه السلام فی کربلاء، أشهرُهم العباس وقد کانَ حاملَ لواءِ أخیِهِ الحسین علیه السلام، وساقی عطاشی کربلاء، وهو أکبرُهُم علیه السلام وأما عبدُ اللهِ فقُتِلَ ولُهُ خمسٌ وعشرون سنةً، وقُتِلَ جعفرُ بن علیٍّ ولُهُ تسعَ عشرةَ سنةً. ((1))

خامساً: أمُّ حبیب بنت ربیعة،((2)) واِسمُهَا الصَهْبَاءُ، من السبی الذین أغارَ


1- فاطمة بنت حزام الکلابیة: أمها ثمامة بنت سهل الکلابی. وبنی کلاب عشیرة من العرب الأقحاح، شهیرة بالشجاعة والفروسیة تکنی بأم البنین وأم العباس ولدت فی السنة الخامسة للهجرة الشریفة علی الأشهر وعرف بنو کلاب بأنهم فرسان العرب، ولهم الذکریات المجیدة والمواقف البطولیة الرائعة فی المغازی بالفروسیة والبسالة والزعامة والسؤدد حتی اذعن لهم الملوک، وهم الذین قال عنهم عقیل بن أبی طالب (لیس فی العرب أشجع من آبائها ولا أفرس). ونشأت أم البنین فی حضانة والدین شفیقین حنونین هما حزام بن خالد بن ربیعة، وثمامة بنت سهیل بن عامر، وکانت ثمامة أدیبة کاملة عاقلة، فأدبت ابنتها بآداب العرب وعلمتها بما ینبغی أن تعلمها من آداب المنزل وتأدیة الحقوق الزوجیة. منتهی الآمال للشیخ عباس القمی ج1ص263.
2- أم حبیب بنت ربیعة التغلبیة وهی الصهباء بنت ربیعة من السبی الذی أغار علیه خالد بن الولید بعین التمر، ورُزِقَتْ عمر الاکبر ابن علی ورقیة بنت علی وأمهما الصهباء وهی أم حبیب بنت ربیعة بن بجیر بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهیر بن جشم بن بکر بن حبیب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل وکانت سبیة أصابها خالد بن الولید حین أغار علی بنی تغلب بناحیة عین التمر. الطبقات الکبری لمحمد بن سعد ج 3 ص 19. وقد عَمَّرَ عُمَرُ هذا حتی بلغ خمسا وثمانین سنة وقیل خمسا وسبعین سنةً فحازَ نصفَ میراثَ الإمام علی علیه السلام، وذلک أنَّ جمیعَ إخوتِهِ وأشقائِهِ وهم عبد الله وجعفر وعثمان قُتِلوا جمیعُهم قَبْلَهُ مع الحسین علیه السلام بالطف فورثهم). "الفصول المهمة" منشورات الأعلمی طهران ص143، "عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب" ص361 ط نجف، "کشف الغمة" ج1 ص575.

ص: 24

علیهم خالدُ بن الولید بعینِ التمرِ، ورُزِقَ منها عمرَ((1)) ورقیّةَ. وقِیلَ مِنْ سَبْی خالدِ بنِ الولیدِ مِنْ عَینِ التمرِ فاِشتَراهَا أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام وکانَ عمرُ ذا لسنٍ وفصاحةٍ وجودٍ وعفةٍ.((2))

سادسا: أسماء بنت عمیس الخثعمیّة((3)) تزوجها أبو بکر ورُزِقَتْ منه


1- وقد عاشَ عمرُ بن علی هذا حتی بلغ خمسا وثمانین سنةً وحازَ نصفَ میراثِ الإمام علیٍّ وماتَ بِیَنبُع.
2- عمدة الطالب فی انساب آل أبی طالب لابن عنبة ص331.
3- أسماء بنت عمیس صحابیة جلیلة، ومن الصحابیات اللواتی أسلمن فی بدایة الدعوة الإسلامیة، وحیاتها غنیة بالمواقف العظیمة والصبر علی المحن والابتلاءات. أسلمت فی بدایة البعثة النبویة وقبل دخول الرسول الأرقم بن أبی الأرقم. وکان ذلک عند إسلام زوجها جعفر بن أبی طالب. فهما من السابقین الی الإسلام. بعد مقتل جعفر رضی الله عنه فی معرکة مؤتة التی حدثت فی السنة الثامنة للهجرة، وبعد انتهاء عدتها منه، تزوجها أبو بکر. وبعد وفاة أبی بکر تزوجها الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام وذلک فی السنة 13 ه_، وقد شهدت معه الأحداث الجسام وآخرها شهادته علیه السلام علی ید ابن ملجم. راجع سیرتها الإصابة ج7ص490 رجمة رقم 10803. وفاتها:- توفیت أسماء رضی الله عنها بعد شهادة الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام بعدة أشهر، سنة أربعین من الهجرة النبویة (40 ه_)، ودفنت بالبقیع. راجع أعلام النساء المؤمنات ص139. للشیخ علی حسون وأم مشکور.

ص: 25

محمداً وبعد وفاتِهِ تَزَوجَها الإمامُ علی علیه السلام ورُزِقَ منها یحیی((1))، وقیل: (یحیی وعون أمهما أسماء بنت عمیس).((2))

سابعاً: اُمُّّ سعید بنت عروة بن مسعود الثقفیّ ((3)): وأُمُّ الحسن ورملة، أمهما أم سعید بنت عروة بن مسعود الثقفی((4)). قال الطبری: (وتزوج- الإمام علی علیه السلام - أم سعید بنت عروة بن مسعود بن معتب بن مالک الثقفی، فولدت له أم الحسن، ورملة الکبری).((5))

ثامناً: محیاةُ بنتُ امرئِ القیسِ بن عدی بن أوس بن جابر بن کعب بن علیم من کلب. ((6)) وقد أنجَبَتْ لهُ بنتاً لم یُعرَفْ اِسمُها، ذکرَ ذلکَ أُبنُ سعدٍ فی طبقَاتِهِ، وماتَتْ وهی صغیرةٌ.((7)) وکذلکَ اِبنُ شهر أشُوب: رُزِقَ مِنْ مَحیاةَ بنتِ


1- منتهی الآمال للقمی ج1ص 262.
2- العدد القویة لدفع المخاوف الیومیة: للشیخ رضی الدین علی بن سدید الدین ابن المطهر الحلی نقلها صاحب البحار ج42ص242 ابن الجوزی صفوة الصفوة: ص130.
3- کانت أم سعید بنت عروة زوجة لعتبة بن أبی سفیان وولدت له عبد الله بن عتبة، ثم تزوجها الإمام علی علیه السلام وأنجبت له بنتین هما: رملة الکبری أم الحسن التی تعاقب علیها ثلاثة أزواج.
4- الإرشاد للشیخ المفید ص 167. مجلد واحد وج1ص356، موسوعة الشیخ المفید.
5- تاریخ الطبری ج5 ص145. طبعة 10اجزاء.
6- الطبقات الکبری لمحمد بن سعد ج 3 ص 19. ورد ذلک فی ترجمة امرئ القیس بن عدی ابن أوس) الإصابة فی تمییز الصحابة لابن حجر ت 390 ص74.
7- نفس المصدر.

ص: 26

امرئِ ألقیسِ الکلبیةِ:جاریة هلکتْ وهی صغیرةٌ. ((1))

تاسعاً: نساءٌ أُخرُ: لم یذکرْ المؤرخون أنَّ الإمام علیّاً علیه السلام رُزِقَ لُهُ مِنْهُنَّ أمثال: نفیسةَ وهی اُمَّ کلثوم الصغری، وزینبَ الصغری، ورقیّةَ الصغری، واُمَّ هانئ، واُمَّ الکرامِ، وجُمانةَ المکنّاة باُمِّ جعفر، وأُمامةَ، واُمَّ سلمة، ومیمونةَ، وخدیجةَ، وفاطمةَ.((2))

عاشراً: لیلی بنتُ مسعودٍ الدارمیّة ورُزِقَ منها الإمامُ علیٌّ، علیه السلام محمّداً الأصغر المکنّی بأبی بکرٍ، وعبیدَ اللهِ الشهیدین مع أخیِهِما الحسین علیه السلام بطف کربلاء ((3)) وقِیلَ أَنَّها قد حَضَرَتْ واقعةَ الطفِ وعاشتْ مأساةَ کربلاء وقَتْلِ ولدِها.((4)) وهو لیسَ بصحیحٍ فإنَّها لم تحضرْ کربلاء وسیأتی الحدیثُ عنها إنْ شاءَ اللهُ تعالی.

هذا ما یُمکنُ الإشارةُ إلیهٍ ِوذِکْرُهُ باختِصَارٍ عن أزواجِ الإمامِ علیِّ بن أبی طالب علیه السلام، وإنَّما ختمنَاهُ بِذِکْرِ السیدةِ لیلی بنتِ مسعود الدارمیة النهشلیة أُم السید محمد الأصغر أبو بکر بن علی بن أبی طالب علیهم السلام لندخلَ فی صلبِ الموضوعِ من حیاةِ سیدنِا محمدٍ الأصغرِ بکرِ أو أبی بکرٍ بنِ الإمامِ علی علیه السلام.


1- مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب ص305 ومنتهی الآمال ج1ص263.
2- أعلام الوری للطبرسی ج1 ص396 وإرشاد المفید 1ج 354، کشف الغمة 1:440، العدد القویة لابن فهد: ص242.
3- منتهی الآمال للقمی ج1ص263.
4- أعلام النساء المؤمنات للشیخ حسون وأم مشکور ص716.

ص: 27

المبحث الثانی: عدد أبناء الإمام علیٍّ علیه السلام

رُزِقَ الإمامُ علیٌّ علیه السلام مِنْ أَزْوَاجِه خیراً کثیراً من الأبْنَاءِ وعددَهُم ستةٌ وعشرونَ بینَ ذکرِ وأُنثی: أولهما الحسنُ والحسینُ (علیهما السلام) وزینبُ الکبری، وزینبُ الصغری المکناة بأُمِّ کلثوم، أُمُهم فاطمةُ البتولِ سیدةِ نساءِ العالمینَ بنتُ سیدِ المرسلینَ وخاتمِ النبیینَ رسولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم، ومحمدَ المکنی بأبی القاسمِ، أُمُهُ خولة بنت جعفر بن قیس الحنفیة، وعمرَ ورُقَیةَ کانا توأمین، أُمهما أُمُّ حبیب بنت ربیعة، والعباسَ وجعفرَ وعثمانَ وعبدَ الله الشهداءَ مع أَخِیهم الحسین علیه السلام بطفِ کربلاء أُمهم أُمُّ البنین بنتُ حِزام بن خالد بن دارم، ومحمدَ الأصغر المکنی بأبی بکر، وعبیدَ اللهِ الشهیدانِ مع أخیهما الحسین علیه السلام بالطفِ، أُمُهما لیلی بنت مسعود الدارمیة، ویحیی أُمُهُ أَسماء بنت عمیس الخثعمیة رضی الله عنها أُمِّ الحسن، ورملة أُمهما أٌم سعید بنت عروة بن مسعود الثقفی، ونفیسةَ وزینبَ الصغری، وأُمُّ هانئ وأُم الکرامِ وجُمانة المکناة أُمِّ جعفر وأُمامة وأُم سلمة ومیمونةَ

ص: 28

وخدیجةَ وفاطمةَ، رحمةُ اللهِ علیهنَّ لأُمهاتٍ شَتَی. وقالَ الشیخُ المفیدُ (قده): وفی الشیعةِ مَنْ یذکرُ أَنَّ فاطمةَ علیها السلام أَسقطتْ بعدَ النبیِّ صلی الله علیه وآله وسلم ذکراً کانَ سَمَاهُ رسولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وسلم وهو حملٌ (محسناً): فعلی قولِ هذهِ الطائفة یکونُ أولادُ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام ثمانیة وعشرینَ ولداً واللهُ أعْلمُ وأحکمُ. ((1))

وقد ذکرَ المؤرخونَ أنَّ الذین اِسْتُشْهِدوا مِنْ أَبناءِ أمیرِ المؤمنینَ علی علیه السلام فی کربلاءِ مع أخِیهِم الحسین علیه السلام همْ سبعةَ عشرَ، وَهمْ: إبراهیمُ وأبو بکر وجعفرُ الأصغر وجعفرُ الأکبر والعباسُ الأصغر والعباسُ الأکبر وعبدُ الرحمنِ وعبدُ اللهِ الأصغر وعبدُ اللهِ الأکبر وعتیقُ وعثمانُ الأصغر وعثمانُ الأکبر وعمرُ الأصغر وعونُ والفضلُ والقاسمُ ومحمدُ الأوسط، وعلی هذا یکونُ مجموعُ مَنْ أُستُشْهِدَ مِنْ أَبْنَاءِ أمیرِ المؤمنین علی علیه السلام فی کربلاء ثمانیةَ عشرَ، وذلک بإضافةِ الإمامِ الحسینِ علیه السلام إلی هذهِ القائمةِ.((2))

کما وإنَّ عدمَ مشارکةِ بعضِ أبناءِ الإمامِ علی علیه السلام وأبناءُ الإمامِ الحسن علیه السلام معَ الإمامِ الحُسین علیه السلام یمکن إجمالها بأمرین وهی:


1- الإرشاد للشیخ المفید ج1 ص356.
2- مقاتل الطالبیین ص87 ، شرح وتحقیق السید احمد صقر. ومنتهی الآمال ج1 ص526.

ص: 29

الأول: الإجازةُ: وهی خاصةٌ بمحمدِ ابن الحنفیةِ وولدِهِ، فقدْ أجازَهُ الإمام الحُسینُ علیه السلام البقاءَ فی المدینةِ لیکونَ عیناً لُهُ علیها، قال الإمامُ الحُسینُ علیه السلام لُهُ: وأما أنْتَ فلا علیکَ أن تُقیمَ بالمدینةِ، فتکونَ لی عیناً علیهم، لا تُخفی عنی شیئاً من أمورهم.((1)) وبه قالَ الشیخُ المفیدُ (قده).((2)) والظاهرُ أیضا أنَّ الشلل الذی أصابَهُ فی قدمِهِ ویده فأَقعَدَهُ عَنْ نُصرةِ أَخیِهِ علیه السلام، قالَ العلامةُ الحلیُّ (قده): مَرَضٌ أصابَهُ فی یَدِهِ.((3)) وبه قال ابنُ نما الحلی فی کتابِهِ(أخذ الثار) قال: إصابتْهُ قروحٌ مِنْ عَین نظرتْ إلیِهِ فلم یتمکن منَ الخروجِ مع الحسین علیه السلام.((4)) ولذا اِقتَضَی أنْ یَبْقی أبناؤهُ مَعَهُ فی المدینة، ولو بَقی وَحَدَِهُِ معَ ضُعْفِ حَالِهِ کیفَ یُمْکِنُهُ إدارةَ شؤونِ المدینةِ بدون مُعینٍ، ولذا لمْ یکنْ أَمَامَهُ إلا أَبْنَاءَهُ وأَبْنَِاءَ الإمامِ الحسن علیه السلام.

الثانی: الظاهرُ أنَّهُم لمْ یَخرُجُوا مَعَهُ لاعتقادِ بعضِهم أنَّهُ ذَاهِبٌ إلی


1- مقتل الإمام الحسین للعلامة المقرم ص 121.
2- واقعة الجمل للشیخ المفید ص 179.
3- العلامة الحلی فی أجوبة المسائل المهنائیة: نقل أنه کان مریضاً راجع الکامل فی الأدب لأبی العباس المبرد ج3 ص266 والوافی بالوفیات للصفدی ج4 ص76 والجوهرة فی نسب الإمام علی وآله للبری ص59 والدر النظیم ص439 وموسوعة الإمام علی بن أبی طالب «علیه السلام» فی الکتاب والسنة والتاریخ ج1 ص130 وربیع الأبرار ج3 ص325. وراجع زهر الربیع (ط دار العماد) ص489.
4- اخذ الثار للعلامة ابن نما الحلی ص81.

ص: 30

حکومةٍ مستقرةٍ باعتبارِ موتِ معاویةَ وإخراجُ أهلِ الکوفةِ وَالِیِها ومحاصرتُهُ، کما جاءَ فی الرسائِلِ التی أُرسِلَتْ إلیِهِ مِنْ أهلِ الکوفةِ. وهناکَ احتمالاتٌ أُخری یمکنُ القولُ بها تعْذرهم فی عدمِ الخروجِ ولیس الکتابُ محلَ الکلامِ عنها، ثُمَّ أَنَّهُ لا یحقُ لنا کَیِلَ الاتهاماتِ لأبناءِ الإمامِ علیٍّ علیه السلام أو أبناءِ الإمامِ الحسنِ علیه السلام مِنْ دون وجودِ الدلیلِ القَطعِی وحاشاهم مِنْ خُذلانِ الإمامِ الحسینِ علیه السلام،فراجع.((1))

والظاهرُ أَنَّ جماعةً قد شارکَتْ فی الخروجِ بأمرِ الإمامِ الحسینِ علیه السلام وبَقِیِتَ الأُخری للحفاظِ علی المدینةِ واللهُ أَعلمُ بحقائقِ الأمورِ.


1- راجع کتاب محمد بن الحنفیة دراسة وتحلیل لمحی الدین مشعل ط دار الرسول وهی دراسة قیمة حول شخصیة السید محمد بن الحنفیة.

ص: 31

المبحث الثالث: نساءٌ مع الإمامِ الحُسین علیه السلام

لمْ یذکرْ المؤرخونَ تفصیلاً عددَ النساءِ اللاّتی کُنَّ معَ الرکبِ الحُسینی، إلا أَنَّ بعضَ المُحققینَ أمثالَ العلامةِ القمی فی نفسِ المهمومِ ذَکَرَ (20) امرأةً.((1)) والمُهم هُنا هُوَ خُصُوصُ السیدةِ لیلی بنتِ مسعودِ النهشلیة أُمِّ سیدنا محمدِ الأصغر أَبِی بَکر بن علی رضی الله عنه فلمْ یَذکرْ لنا المؤرخونَ وجُودَها فی کربلاء، وإِنَّما ذَکرُوا مجموعةً مِنَ النساءِ ولمْ یَردْ اِسمُها من ضِمنِهنَِّ. وللتوضیحِ سنذکرُ باختصارٍ مَنْ أُتُفِقَ علی وجُودِهنَّ فی مَعرَکةِ الطفِ وهنَّ:

1- زینبُ بنتُ أمیرِ المؤمنینَ علیهما السلام.


1- مقتل الحسین للعلامة المقرم ص 279 ط مؤسسة التاریخ العربی. الشیخ عباس بن محمد القمی (1294 _ 1359 ه_) واعظ مجید، وکاتب مکثر، ومحدث خبیر، تتلمذ فی الغالب علی أستاذه الشیخ حسین النوری الطبرسی صاحب المستدرک، له ما یقارب من 60 مصنفا. منها فی السیرة مثل کحل البصر فی سیرة خیر البشر، ومنتهی الآمال فی سیرة المعصومین، ونفس المهموم ونفثة المصدور فی مقتل الحسین، وفی الدعاء له الکتاب المشهور: مفاتیح الجنان،. وکتب أخری متنوعة

ص: 32

 2- أُمُّ کُلثُوم ٍبنتٍ أمیرٍ المؤمنینَ علیهما السلام، ولکنَّ العلامةَ المُقَرمَ (قده) قد ذکرَ فی مَقتلِهِ أَنَّهُ إتحادٌ لاِسْمَیِنِ هما زَینَبُ وأُمُّ کُلثُومِ فالثانی کنیةٌ لیسَ إلا، وهو الصحیحُ. ((1))

3- فاطمةُ بنتُ أمیرِ المؤمنینَ علیها السلام، وقد ورَدَ ذِکرُها فی أکثرِ مِنْ موضعٍ، منها فی الشامِ عندما نَظَرَ إلیها الشامیُ وأرادَ أَنْ یأخُذَها جاریةً !! ولها حوارٌ معَ زَینَبَ فی طریقِ العودةِ مِنْ الشامِ، وهی زوجةُ أَبِی سعید بن عقیل بن أَبِی طالب الذی أُستُشْهِدَ مِنْ أَولادِهِ محمدٌ فی کربلاء.

4- خدیجةُ بنتُ أمیرِ المؤمنینِ علیها السلام: زوجةُ عبدِ الرحمنِ بن عقیل الذی أُستُشْهِدَ فی کربلاء معَ الإمامِ الحُسین علیه السلام ومِنَ الطبیعی أَنْ تکونَ معهُ زوجتُهُ فی تلکَ الرحلةِ. ولکن لم یذکر احد أنها کانت معه، نعم ذکرت المصادر انه تزوج منها ورزق منها ولدا اسمه سعید.((2))

5- الربابُ بنتُ امرئِ القیسِ زوجةُ الإمامِ الحسین علیه السلام وأُمُّ عبدِ اللهِ الرضیعِ، ومعها أیضاً اِبنَتُها.


1- وذهب الی انه لم یکن هناک إلا واحدة فتارة تذکر باسمها (زینب) وأخری بکنیتها (أم کلثوم) إلا أن ذلک خلاف الظاهر، ذلک أنه کان لأمیر المؤمنین علیه السلام من البنات من تسمی زینب، وکان له من تسمی أم کلثوم وقد نص علیه عدد من مؤلفی الأنساب، وأیضا فإن الروایات التاریخیة تتحدث عنهما، ولا نری ملجأً یلجئ المؤرخ إلی القول بالاتحاد. ذهب إلی ذلک الشیخ فوزی آل سیف فی کتابه من قضایا النهضة الحسینیة.
2- حاشیة مقتل الحسین للمقرم ص238هامش (9).

ص: 33

6- سُکینةُ بنتُ الإمامِ الحسین علیها السلام.

7- رقیةُ بنتُ الإمامِ الحسین علیها السلام التی رُوِیَ أنَّها تُوفِیتْ فی الشامِ.((1))

8- حمیدةُ بنتُ مسلمٍ بن عقیلٍ، حیثُ وَرَدَ ذِکْرٌ لها أنَّ الحُسین علیه السلام لما جَاءَهُ خبرُ شهادةِ أَبیِها وهو فی منطقةِ زَرُود((2)) أَجلسَها فی حجْرِهِ ومَسَحَ علی رَأَسِها وأَخَبَرَها بِخَبَرِ أَبِیِها، ومِنْ الطبیعی أَنْ تکونَ مَعَها أُمُها .

9- رقیةُ بنتُ أمیر المؤمنین علیها السلام، والتی أُستشهدَ زوجُها مسلمٌ فی الکوفةِ بینما أُستشهدَ اِبنَها عبدُ اللهِ فی کربلاء أَصابَهُ سَهمٌ فأثبتَ یدَهُ فی جَبْهَتِهِ بعدما قَتَلَ مِنَ الأعداءِ عدداً کبیراً.


1- کتاب السیدة رقیة بنت الإمام الحسین علیه السلام للعلامة الخلخالی ص145.
2- منطقة زَرود: فی المعجم مما استعجم ج2ص696: (بفتح أوله وبالدال المهملة فی آخره)وفی معجم البلدان ج4 ص327: أنها رمال بین الثعلبیة والخزیمیة بطریق الحاج من الکوفة وهی دون الخزیمیة بمیل وفیها برکة وحوض وفیها وقعة یقال لها یوم زرود. (مقتل المقرم حاشیة ص160) وقال صاحب مسیر الامام الحسین علیه السلام : وهی أرض منبسطة رمالها حمراء غیر متماسکة تقع علی مسافة 585 کم من المدینة، وهی الامتداد الطبیعی لصحراء النفوذ، وسمیت بذلک لأنها تزدرد (تبتلع) المیاه التی تمطرها السحائب وبها آبار ماء لیست بالعذبة، وقد نزلها قبل ذلک سعد بن أبی وقاص مع جیشه فی طریقه إلی القادسیة سنة 14ه_ / 635 م، وفی زرود أقام الإمام علیه السلام بعض الوقت ونزل بالقرب من زهیر بن القین البجلی وفیها أخبر بمقتل مسلم بن عقیل وهانئ بن عروة وقیل علم بذلک فی (الثعلبیة) بالقرب من زرود وتبعد عنها 59 کم (19) سمیت باسم رجل یقال له ثعلبة بن مزیقیا من بنی أسد.

ص: 34

10- أُمُّ وهب (قمر بنت عبد) زوجةُ عبدِ اللهِ بن عمیر الکلبی، التی کانَتْ مع زوجِها، وهی التی خرجتْ بعدَهُ تُشجِعُهُ علی القِتالِ کما کانتْ مَعَهُ.

11- أُمُّ عبدِ اللهِ بن عمیر، وهی التی کانتْ تُشجعُ ابنها علی القتالِ حتی أَنَّهُ لما رجعَ وقالَ لها: أَرضَیتِ عنی قالتْ: ما رضیتُ أو تُقتلُ بین یدیِّ الحسین علیه السلام .

12- أُمُّ عُمرَ بن جنادةِ بن الحارثِ السلمی وهو الغلامُ الذی قُتِلَ أبوهُ فی المعرکةِ، وخَرجَ فردَهُ الحسینُ علیه السلام قائلاً: هذا غلامٌ قد قُتِلَ أبوُهُ الساعةَ ولعلَّ أُمَهُ تَکْرَهُ خُروجَهُ، فقالَ الغلامُ: أُمِی أَمَرتْنِی بذلک، فقاتلَ حتی قُتِلَ.((1))

13- جاریةٌ لمسلمِ بن عوسجة: فإنَّهُ لما قُتلَ خرجتْ من خبائِهِ جاریةٌ وهی تنادی وآمسلماهُ وآ ابنُ عوسجتاهُ .

14- أمُّ عبدِ اللهِ (أو عبید الله) بنِ الحسنِ المجتبی علیه السلام، الذی اِستُشهدَ فی کربلاء وهو (غلامٌ لمْ یراهقْ خرجَ من عندِ النساءِ وهو یشتدُ حتی وقفَ إلی جنبِ الحسین)،((2)) وکانَ الحسینُ صریعاً علی الأرضِ. وقد ذکرَ بعضُهم أَنَّ أُمَهُ کانتْ تنظرُ إلیِهِ، وهذا لیسَ بصحیحٍ فلا توجدُ روایةٌ صحیحةٌ


1- فأخذت أمه عمودا وخرجت وهی تقول: أنا عج___وز فی النس___ا        ضعیفة خاویة بالیة نحیفة أض__ربکم بضربة عنیفة      دون بنی فاطمة الشریفة. (بحر الرجز)
2- أعلام الوری بأعلام الهدی ج1ص467.

ص: 35

بذلکَ ولا أعلمُ هلْ هذهِ روایة ٌأو هو اِستنتاجٌ من واقعِ کَونِهِ صغیرَ السنِّ، وأنَّهُ لا یمکنُ أنْ یکونَ من دون أُمِهِ ؟ إلا أنَّ هذا الاحتمالُ لیسَ بصحیحٍ.

15- فاطمةُ بنتُ الحسنِ المجتبی علیهما السلام زوجةُ الإمامِ زینِ العابدین علیه السلام وأُمُّ الباقرِ علیهما السلام، فإنَّ الباقرَ علیه السلام وهو فی سنِّ الثالثةِ أو الرابعةِ علی ما قِیلَ لا یُمکنُ أنْ یکونَ مُنفرداً عن أُمِهِ.((1))

16- وقد ذکرَ بعضُ المؤرخینَ: أَنَّ مِنْ زَوجَاتِ الإمامِ علی علیه السلام اللاتی کُنَّ فی کربلاء، لیلی بنتُ مسعودِ الدارمیة النهشلیة وأُمُّ البنین وأُمامةُ بنتُ أبی العاص وأسماءُ بنتُ عمیس ولیلی التمیمیة. ((2)) وذهبَ آخرونَ إلی خلافِ ذلکَ وقالَ: ولکنْ لا یُمکنُ قبولُ ذلکَ، فإنَّها قد تزوجتْ بعدَ أمیرِ


1- یقول الشیخ فوزی آل سیف: إن نساء أمیر المؤمنین علیه السلام کُنَّ کثیرات (ما بین حرائر وأمهات أولاد) إلا أن التأریخ لا یذکر بصراحة عدد الباقیات منهن بعده، إلا نادرا، فلا أعلم من أین استقی الشیخ المازندرانی رحمه الله هذه المعلومات عن کونهن کلهن علی قید الحیاة، وتأکید سفرهن مع الحسین علیه السلام. فی ضمن من خرج من المدینة إلی مکة، (شاه زنان) شهربانو أم زین العابدین علیه السلام، بتلک الکیفیة التی ذُکِرتْ. بینما المشهور عند المؤرخین أنها توفیت فی نفاسها بزین العابدین أی قبل تلک الواقعة بما یزید علی اثنین وعشرین سنة کما ذکره صاحب الخرائج والجرائح وقطب الدین الراوندی ج2 ص751، وقبل ذلک ذکر الصدوق فی عیون أخبار الرضا 1- 135 فی روایة أنها ماتَتْ نُفساء بابنها زین العابدین.
2- أعلام النساء المؤمنات للشیخ محمد الحسون وأم علی مشکور ص716. نقلا عن ریاحین الشریعة ج3ص308.

ص: 36

المؤمنینِ علیه السلام بعبدِ اللهِ بنِ جعفر الطیارِ علیهما السلام، وبهذا صرحَ أکثرُ أهلِ الروایةِ والأَثرِ، ((1)) وجمعَ بینها وبینَ زینبَ بنتَ أمیرِ المؤمنینِ علیه السلام، ولیسَ مِنْ الطبیعی أَنْ تترکَ زوجَها عبدَ اللهَ بنَ جعفر لتذهبَ فی سفرٍ معَ الحسین، ((2)) خصوصاً أنَّ زوجتَهُ الأُخری السیدةَ زینب بنت أمیر المؤمنین علیه السلام قد ذهبتْ فی ذلکَ السفرِ، وکذلک سمح عبدالله بن جعفر لولدِهِ بأنْ یخرجوا مع الإمام الحسین علیه السلام.((3)) والظاهرُ هو عدمُ وجودِها فی واقعةِ الطفِ، لأنَّها بقیتْ معَ زوجِها عبدِ اللهِ بن جعفر الطیار، وهو الصحیحُ. ثم إنَّ المؤرخینَ لم ینقلوا شیئاً عن وجودِها معهم.


1- من قضایا النهضة الحسینیة ج2 ص34 الملحق تألیف: الشیخ فوزی آل سیف.
2- وسیلة الدارین ص 53.
3- التسمیات للعلامة الشهرستانی ص417.

ص: 37

الفصل الثانی

اشارة

وفیه مباحث:

المبحث الأول: تاریخ ولادة محمد الأصغر ونشأته.

وفیه مطالب:

الأول: زواج الإمام علیه السلام بالسیدة النهشلیة.

الثانی: مولده ونشأته.

الثالث: اسمه وکنیته.

المبحث الثانی: وفیه مطلبان:

الأول:تاریخُ حادثةِ عاشوراء وشهادة ابی بکر:

الثانی: الأدلة القطعیة علی شهادته.

المبحث الثالث: فیه مطلبان:

الأول: مصادر لم تذکر شهادته رضی الله عنه.

الثانی: مصادر شککت بمقتله.

ص: 38

ص: 39

المبحث الأول: تاریخ ولادة محمد الأصغر ونشأته

اشارة

وفیه مطالب:-

المطلب الأول: زواج الإمام علیه السلام بالسیدة النهشلیة

وهی السیدةُ لیلی بنتُ مسعودِ بن خالد بن مالک بن رِبْعی بن سَلْمی بن جَنْدَل، وهی دارمیّةٌ تمیمیّةٌ رحمها اللهُ، لأنَّ جدَّها سَلْمی هو ابنُ جَنْدَل بنُ نَهْشَل بن دارِم بن مالک بن حَنظَلةَ بن زید مَناة بن تمیم، وأُمُها عمیرةُ بنتُ قیسٍ بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سیدِ أَهلِ الوبرِ إبن عبید بن الحارث وهو مقاعس، وأُمُها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر، وأُمُها بنتُ أَعَبُد بن أَسَعد بن منقر، وأُمُها بنت سفیان بن خالد بن عبید بن مقاعس بن عمرو بن کعب بن سعد بن زید مناة بن تمیم. وفی سلمی جدِهِ قالَ الشاعرُ:

یُسَوَّدُ أقوامٌ ولیسوا بسادةٍ

بل السیِّدُ المیمونُ سلمی بنُ جندلِ((1))


1- مقاتل الطالبیین ص91. وفی حاشیة مقتل الحسین لأبی مخنف بتحقیق الفاری ص187.

ص: 40

وقد تزوجها الإمام علی علیه السلام بعد أن ماتت خولة أم محمد بن الحنفیة ((1)) وقال صاحب ربیع الأبرار انه علیه السلام تزوّجها فی البصرة.((2)) ونقل العلامة الشهرستانی عن (سفرنامه) لناصر خسرو: وفی البصرة ثلاثة عشر مشهدا باسم أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب صلوات الله علیه یقال لأحدها مشهد بنی مازن، وذلک أن أمیر المؤمنین علیا جاء إلی البصرة فی ربیع الأول سنة خمسة وثلاثین (699) من هجرة النبی علیه الصلاة والسلام،وکانت عائشة رضی الله عنها قد أتت محاربة، وقد تزوج أمیر المؤمنین علیه السلام لیلی بنت مسعود النهشلیة، وکان هذا المشهد بیتها، وقد أقام أمیرُ المؤمنین اثنین وسبعین یوما ثم رجع إلی الکوفة.((3))

وهذا الکلام الذی نقله العلامة الشهرستانی عن خسرو لیس بدقیق وذلک للاشتهار بان وقعة الجمل کانت فی جمادی الأولی من سنة (36) ثم انه لم یذکر المصدر الذی نقل عنه زواج الإمام علیه السلام من السیدة النهشلیة رضی الله عنها. وذکر صاحب الغارات الثقفی(ت283ه_) عن المغیرة الضُّبّی(ت136ه_) قال: لما نکح علیٌّ لیلی بنت مسعود النهشلیة قالتْ: ما زلتُ أحبُّ أنْ یکونَ بینی وبینَهُ سببٌ منذُ رأیتُهُ قام مقاماً من رسولِ الله صلی الله


1- التسمیات للعلامة الشهرستانی ص384.
2- موسوعة الإمام علی للعلامة ریشهری ت (٥٥٩٧) نقلا عن ربیع الأبرار ج2ص330.
3- التسمیات للعلامة السید الشهرستانی ص385نقلا عن کتاب فارسی اسمه(سفرنامه) لناصر خسرو ص148.

ص: 41

علیه وآله وسلم.((1)) وروی العوام بن حوشب عن ابی صادق قال: تزوجَ علیٌ علیه السلام لیلی بنت مسعود النهشلیة فضُرِبَتْ له فی داره حجلة ((2)) فجاء فهتکها وقال: حسبُ أهلی علی ما هم فیه.((3)) وهذا من تواضع أمیر لمؤمنین علیه السلام وابتعاده عن غرور الدنیا وزینتها.

وبعد شهادة الإمام علی علیه السلام تزوجها عبدالله بن جعفر بن أبی طالب، قال البلاذری (ت 279 ه_): وکانت لیلی بنت مسعود بن خالد عند علی بن أبی طالب فولدتْ لهُ: عبیدالله وأبا بکر، ثم خلف علیها عبدالله بن جعفر((4)).

فبعد شهادة الإمام علی علیه السلام سنة (40ه_) تزوجها ابن أخیه عبدالله بن جعفر وبقیت معه فی المدینة ولم تخرج إلی کربلاء.

المطلب الثانی: مَولِدُهُ ونَشْأَتُهُ رضی الله عنه

نشأ وتربی محمدٌ الأصغر رضی الله عنه فی أحضانِ الرسالةِ المحمدیةِ فی البیت العلوی ونهلَ مِنْ عَبیرها وتغذی من حنان والِدِهِ الإمام علی علیه السلام ورعایة أخویه الإمامین الحسنین (علیهم السلام).


1- نفس المصدر.
2- حجلة: قال الطریحی فی مجمع البحرین: الحجلة بالتحریک،وهو بیت تزین للعروس بالثیاب والستور. ج2ص 130
3- الغارات لإبراهیم بن محمد الثقفی ص93.
4- أنساب الأشراف للبلاذری ج12ص124.

ص: 42

ولم تحددْ لنا المصادرُ التاریخیةُ تاریخ مولده، ولکن یمکن الحصول علیه من خلال الجمع والتقریب بین التواریخ التی أحاطت بأحداث واقعتی الجمل وکربلاء،عندها سنخرج بنتیجة تقریبیة لتاریخ مولده الشریف، فمن خلال الأخذ بالروایة القائلة بأن واقعة الجمل حدثت فی سنة (36ه_) یوم الخمیس فی العاشر من جمادی الأولی((1))، وخروج الإمام علیه السلام مع جیشه وشیعته من بنی تمیم وغیرهم، بعد انتصاره فی البصرة فی الواحد والعشرین من جمادی الآخرة، ودخوله الکوفة فی الثانی عشر من رجب واتخاذها عاصمة للدولة الإسلامیة سنة (36ه_)((2)) فیقتضی من هذا انه بقی فیها عشرین یوما تقریبا، لتنظیم أمورها وتثبیت الوالی علیها. وهناک قول انه علیه السلام بقی فیها اثنین وسبعین یوماً((3))، فعلی القول الأول وهو أن الإمام علیه السلام بقی فی البصرة عشرین یوما من (10ج1-21ج2)، فإنَّ الظاهر أنَّ الإمام علیه السلام قَدْ تزوجَ السیدة النهشلیة فی أحد الشهرین، إما جمادی الأولی أو الآخرة، قبل خروجه من البصرة لتقویة علاقاته بهم، وقد جاءت مع


1- الجمل النصرة لسید العترة فی حرب الجمل ص336 المجلد الأول ومنتهی الآمال للشیخ القمی ج3ص22 الا انه ذَکَرَ فی ص27 أنها وقعت فی شهر جمادی الآخرة والظاهر انه اشتباه من قلمه الشریف او من المطبعة.
2- تاریخ الیعقوبی ج2 ص127 ط دار الکتب العلمیة محمد علی بیضون.
3- التسمیات للعلامة السید الشهرستانی ص385نقلا عن کتاب فارسی اسمه(سفرنامه) لناصر خسرو ص148.

ص: 43

عشیرتها وزوجها الإمام علیه السلام إلی الکوفة، وسکنوا فیها قال الشیخ المفید فی الجمل: ثم رکب بغلة رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وخرج ومعه الأحنف بن قیس التمیمی (ومعه بنو تمیم)((1)) وشیّعه الناس إلی خارج البصرة.((2))

وإن قلنا إن زواجه علیه السلام منها رضی الله عنها کان فی أواخر جمادی الأولی أو أواخر جمادی الثانیة، وهو الأرجح، وذلک لأنه فی شهر جمادی الأولی کان علیه السلام منشغلا فی الحرب وتصفیة المعارضین وتثبیت نظام الحکم والولایة فیها، وفی مثل هذه الحال لا یکون الذهنُ منشغلا بشیء غیر أمور الحرب والدولة، ولذا استظهرنا وقوّینا زواجه علیه السلام منها رضی الله عنها فی جمادی الآخرة قبل خروجه من البصرة.

ومما سبق یظهر لنا أنَّ مولد محمد َالأصغر ابن النهشلیة سنة (37ه_)، وذلک إن قلنا بأنها رضی الله عنها حَمِلتْ به فی السنة الأولی من زواجها بالإمام علیه السلام، وهو احتمال طبیعی وقوی جدا. وعلی هذا فهو اکبر من الإمام زین العابدین علیه السلام بسنة علی قول الشیخ المفید(ت413ه_) وبعض المؤرخین (قدس أسرارهم)، فقد قالوا بأنه علیه السلام ولد فی


1- عبارة (ومعه بنو تمیم) غیر موجودة فی کتاب الجمل للشیخ المفید فمن أین جاء بها الشیخ الیوسفی. فی کتابه موسوعة التاریخ الإسلامی ج4ص654.
2- کتاب الجمل ص 422 موسوعة الشیخ المفید المجلد الأول.

ص: 44

الخامس من شعبان سنة (38ه_).((1)) إذن یکون عُمْرُ محمد الأصغر رضی الله عنه یومَ أُسْتُشْهِدَ (24 سنة).

ومن خلال هذا التحلیل التاریخی فی تحدید تاریخ مولده رضی الله عنه، یمکن معرفة الأجواء والأحداث التی عاشها وتأثر بها وتفاعل معها، ففی السنوات الثلاث الأولی من عمره الشریف التی تربی فیها فی أحضان والده أمیر المؤمنین علیه السلام فی الکوفة، وهی تعدّ مرحلة جدیدة فی حیاة الإمام علیه السلام، حیث اتخذ الکوفة عاصمة للدولة الإسلامیة بعد رجوعه من معرکة الجمل، وهذا یقتضی الانشغال فی تنظیم أمورها الإداریة والسیاسیة وغیرهما من شؤون العاصمة، وکما ان محمداً الأصغر فی تلک المرحلة لم یکن بالمستوی العقلی الذی یساعده علی إدراک تلک الأحداث، وبالخصوص واقعة صفین والنهروان ویوم شهادة الإمام علی علیه السلام، لکونه طفلا لا یعقل شیئا، نعم قد أدرک شیئا من الشعور بفراق الأب وحنانه.

وقد عاش الأحداث التی مرت بالإمام الحسن علیه السلام فی الکوفة ومعاناته من غدرهم، واضطراره لعقد هدنة أو صلح لخمسة أیام بقین من


1- وقیل انه ولد فی أحداث الجمل فی منتصف جمادی الأولی سنة (36ه_) علی روایة الشیخ الصدوق فی کتابه عیون أخبار الرضا عن الإمام الرضا علیه السلام وقد وصل الخبر للإمام علی علیه السلام وهو فی البصرة وان أمه رضی الله عنه قد ماتت فی نفاسها. وعلی هذا الخبر یکون علیه السلام اکبر من محمد الأصغر المکنی بأبی بکر عند المؤرخین بسنة. عیون أخبار الرضا ج2ص128 ب35 ح6.

ص: 45

شهر ربیع الأول سنة (41ه_)((1)) مع رأس الشجرة الملعونة فی القرآن الکریم معاویة بن أبی سفیان، ثم خروج الإمام الحسن علیه السلام من الکوفة الی المدینة حتی شهادته علیه السلام فی السابع من صفر سنة (50ه_) ((2)) فتکون مدة ملازمته لأخیه الإمام الحسن علیه السلام عشر سنوات، ثم لازم أخاه الإمام الحسین علیه السلام عَشْرَ سنوات أیضا حتی أُستشهدَ معه فی کربلاء فی العاشر من محرم الحرام سنة (61ه_).

لقد عاشَ محمدٌ الأصغر رضی الله عنه مع إخوتِهِ الکرام فی الکوفة وآمَنَ بإِمامةِ أَخویِهِ الحسنین (علیهما السلام) وعاشَ مُعاناةَ أهلِ بیتِهِ وشِیِعَتِهِم خِلالَ مرحلَةِ الخلافةِ الأمویة، وبالخصوص الأحداث السیاسیة المؤلمة التی عاشها أخوه الإمام الحسین علیه السلام وشیعته، حتی خروجه علیه السلام من المدینة فی الثامن والعشرین من شهر رجب سنة (60ه_) إلی مکة ثم منها إلی الکوفة فی الثامن من ذی الحجة من نفس السنة.

وقد کانَ محمد الأصغر رضی الله عنه فی عدادِ الرکب الحسینی الذی خَرَجَ معَ الإمامِ الحسین علیه السلام من المدینة إلی کربلاء، فکان مع المُسْتَشْهَدِینَ فی الحملةِ الثانیة لبنی هاشمِ مِنْ أولادِ الإمامِ أمیر المؤمنین علی ابن أبی طالب علیه السلام یومَ الطفِ، وقد کان عددُهم سبعة عشر رجلاً،


1- منتهی الآمال للقمی ج3 ص46.
2- المصدر نفسه.

ص: 46

سبعةٌ منهم مِنْ أولادِ الإمامِ أمیرِ المؤمنینَ علی بن أبی طالب علیه السلام، وهُم العباسُ وعبدُ اللهِ وجعفرُ وعثمانُ وأُمُهم أُم البنینَ، ومحمدُ الأصغر وأُمُهُ أَسماءُ بنت عمیس، وأبو بکر وأُمُهُ لیلی الدارمیة، والإمامُ الحسین علیه السلام وأُمُهُ فاطمةُ الزهراءِ علیها السلام. ((1))

المطلب الثالث: اسمه وکنیته

اشارة

من المتفق علیه بین المؤرخین والنسابة أن للسیدة النهشلیة من الإمام علی علیه السلام ولدین؛ محمداً الأصغر وعبد الله أو عبید الله وقد ردد بعضهم بین محمد الأصغر وعبد الله وأنَّ عبد الله هو نفسه محمد الأصغر، ویلزم من هذا أن اسم ولدیها هما عبید الله وعبد الله ولا یوجد مسمی باسم محمد.

والظاهر أن عبدالله هو تصحیف لعبید الله، وذلک لان الذی قتله أصحاب المختار الثقفی فی البصرة هو عبیدالله صاحب المذار((2))، ولم یُقْتَلْ


1- مقاتل الطالبیین ص57.
2- المذار: قال صاحب معجم البلدان (ج1ص73) بین البصرة وواسط وقال: مذار بالفتح وآخره راء وهی عجمیة ولها مخرج فی العربیة أن یکون اسم مکان من قولهم ذره وهو یذره ولا یقال وذرته أماتت العرب ماضیه أی دعه وهو یدعه فمیمه زائدة ویجوز ان تکون المیم أصلیة فیکون من مذرت نفسه أی خبثت وغثت والمذار فی میسان بین واسط والبصرة مقدار أربعة أیام. وبها مشهد عامر کبیر جلیل عظیم قد أنفق علی عمارته الأموال الجلیلة وعلیه الوقوف وتساق إلیه النذور وهو قبر عبدالله بن علی بن أبی طالب. (ج5ص88).

ص: 47

فی کربلاء کما توهم البعض بذلک، قال الشیخ الطوسی (قده) (ت 460 ه_): وقد ذهب أیضاً شیخنا المفید فی الإرشاد إلی أنّ عبید الله بن النهشلیة قُتِلَ بکربلاء مع أخیه الحسین(علیه السلام)، وهذا خطأ محض بلا مراء، لأنّ عبید الله بن النهشلیة کان فی جیش مصعب بن الزبیر ومن جملة أصحابه، فقتله أصحاب المختار بن أبی عبیدة فی المذار، وقبره هناک ظاهر، والخبر بذلک متواتر، وقد ذکره شیخنا أبو جعفر فی الحائریات لمّا سأله السائل عمّا ذکره المفید فی الإرشاد فأجاب بأن عبیدالله بن النهشلیة قتله أصحاب المختار بن أبی عبیدالله بالمذار، وقبره هناک معروف عند أهل تلک البلاد. ((1)) وعلی هذا رجحنا القول بان اسم المکنی بأبی بکر هو محمد الأصغر طبقا للأدلة التالیة وهی:

1- وجود النصوص الدالة علی أن الإمامَ علیاً علیه السلام قد رَزقه اللهُ تعالی ولدین هما محمد الأصغر وعبدُ الله أو عبیدالله.((2)) ذکره أبو مخنف (ت157ه_) ((3)) والمسعودی (ت345ه_) قال: ومحمّد الأصغر یکنّی أبا بکر وعبیدالله. ((4)) والشیخ المفید فی إرشاده قال: محمّد الأصغر المکنی بأبی بکر وعبیدالله الشهیدان مع أخیهما الحسین بطف کربلاء، وأ مّهما لیلی بنت


1- الرسائل العشر للشیخ الطوسی ص287.
2- منتهی الآمال للقمی ج1ص262. ط دار الأندلس.
3- مقتل أبی مخنف ص 186 بتحقیق حسن الغفاری.
4- تنبیه الاشراف للمسعودی ص258.

ص: 48

مسعود الدارمیة (ت478ه_).((1)) والطبرسی (ت548ه_) فی تاج الموالید قال: ومحمّد الأصغر المکنّی بأبی بکر وعبیدالله الشهیدان مع أخیهم الحسین بالطف رضی الله عنهم، أمّهما لیلی بنت مسعود الدارمیة((2)) وابن عساکر فی تاریخه (ت571ه_)((3)) ابن شهر أشوب (ت588ه_)((4)) وابن الجوزی (ت597ه_)((5)) والعلامة ابن بطریق الحلی قال: محمّد الأصغر المکنّی بأبی بکر وعبیدالله الشهیدان مع أخیهما الحسین بطف کربلاء، اُمّهما لیلی ابنة مسعود الدارمیة (ت600ه_).((6)) وقال به ابن حاتم العاملی فی درره (ت664ه_) قال: وکان له من لیلی بنت مسعود الدارمیة: محمّد الأصغر المکنّی أبا بکر وعبیدالله.((7)) ونقله الاربلی (ت693ه_) عن المفید قال: ومحمّد الاصغر المکنّی أبا بکر وعبیدالله الشهیدان مع أخیهما الحسین بالطف، أمهما لیلی بنت مسعود الدارمیة((8)) والعلامة علی بن یوسف الحلی اخو العلامة الحلی فی


1- ج1ص354. موسوعة الشیخ المفید مجلد 11.
2- تاج الموالید للطبرسی ص19.
3- ترجمة الإمام الحسین ص333.
4- مناقب آل أبی طالب ج4ص112.
5- صفوة الصفوة لابن الجوزی ج1 ص232.
6- العمدة ص30 للعلامة ابن بطریق الحلی.
7- الدر النظیم ص430.
8- کشف الغمة ج2ص67.

ص: 49

العدد القویة(ت705ه_) قال: وکان له من لیلی ابنة مسعود الدارمیة [محمّد] الأصغر المکنّی بأبی بکر وعبیدالله ((1)) والعلامة الحلی فی المستجاد من الإرشاد (ت727ه_) قال: ومحمّد الأصغر المکنّی بأبی بکر وعبید الله الشهیدان مع أخیهما الحسین بالطف، أمّهما لیلی بنت مسعود الدارمیة ((2)) وابن صباغ المالکی فی فصوله(ت855ه_) قال: ومحمّد الأصغر المکنی بأبی بکر وعبدالله(2) الشهیدان أیضاً مع أخیهما الحسین بکربلاء أمهما لیلی بنت مسعود الدارمیة.((3)) والعلامة المجلسی (ت1111ه_)((4)) والمحدث القمی فی الأمالی (ت1359ه_) ((5)) والعلامة المحقق السید عبد الرزاق المقرم (ت1391ه_)((6))، والعلامة علی النمازی فی مستدرکه (ت1405ه_)((7))، والمحقق الکبیر الإمام السید الخوئی(ت1411ه_)((8))، ففد ذکر هؤلاء الأعلام بأن له ولدین مختلفین فی الاسم، وأنَّ المکنی بابی بکر هو محمد الأصغر وهی أدلة معتبرة تقتضی


1- العدد القویة ص242.
2- المستجاد من الإرشاد ص139.
3- الفصول المهمة فی معرفة الأئمة ج1ص644.
4- بحار الأنوار ج42 ص باب أحوال أولاده وأزواجه وأمهات أولاده.
5- منتهی الآمال للشیخ القمی ج1ص262.
6- مقتل الإمام الحسین علیه السلام ص239ط مؤسسة التاریخ العربی.
7- مستدرک سفینة البحار للشیخ علی النمازی ج7ص387.
8- معجم رجال الحدیث ج15ص218ت9933. ولکنه (قده) استظهر أن المراد من محمد الأصغر هنا هو محمد بن الحنفیة ص123ت محمد بن أمیر المؤمنین علیه السلام.

ص: 50

ترجیحها علی غیرها، کما وقد أجبنا علی أن أخاه عبیدالله أو عبدالله لیس شهیدا فی کربلاء، ولعل هذا اشتباه وقع عند المؤرخین.

2- ورود الکثیر من الأحادیث الدالة علی استحباب التسمیة ب_(محمد) فان السنة تسمیة الطفل ب_(محمد)((1)) والإمام علیه السلام أولی بتطبیق السنة. ولا یُشکلُ علینا بأنَّ مِنَ السُّنةِ التسمیة بعبد الله أیضا، فانَّ هذا صحیح، ولکن النصوص الموجودة تدلُ علی أنَّ الإمامَ علیه السلام لهُ ولدٌ آخر مِنَ السیدةِ لیلی النهشلیة اسمُهُ عَبدُ اللهِ فمِنَ المُستحیل أنْ یکونَ للإمام علیه السلام ولدان من نفس الام بنفس الاسم من دون تمایز بینهما، فان هذا لیس من عادة العرب.

3- وهناک قولٌ آخرٌ قد جمع فیه بین الاسمین لمولود واحد، وهو أنَّ الإمامَ ینادیه بمحمد الأصغر وأمه تنادیه بعبد الله أو عبد الرحمن وهو ما نقله السید علی الشهرستانی قال: فبهذه القرائن یمکن أنْ نُرجحَ أنْ یکون ابنُ لیلی النهشلیة اسمهُ محمد عند الإمام علی أما الاسم الثانی:عبد الله أو عبد الرحمن فهو الموضوع من قِبَلِ أُمِهِ أو جدِهِ أو أخوالِهِ. وعلیه فالاسمُ هو لشخصٍ واحدٍ لا لشخصین أو ثلاثة.((2))


1- وسائل الشیعة ج21 ص باستحباب التسمیة باسم محمد صلی الله علیه وآله وسلم ط مؤسسة آل البیت.
2- التسمیات بین التسامح العلوی والتوظیف الاموی للسید علی الشهرستانی ص282.

ص: 51

أقول: وهذا کله احتمال للجمع بین التعارض فی الاسم ولکن الأرجح فی التسمیة کما مرَّ، أنَّ اسمه الحقیقی والمتعارف علیه هو محمدٌ الأصغر حسب ما ذکرتْهُ المصادرُ الکثیرةُ المعتبرةُ.

وأما کنیته

فالأشهر فیها أنها أبو بکر ولیس بکرا، لان المعروف بین العرب أن الکنیة ما بُدِئَت بأب أو أم أو ابن لا غیر، واغلب المصادر التی ذکرته، ذکرته بالکنیة وهی أبو بکر إلا السید الحسین بحر العلوم (قده) (ت1422ه_) فقد قال بأن بکرا هو اسم له ظاهرا.((1)) ویقول العلامة الشهرستانی أنَّ اشتهاره بهذه الکنیة یعنی (أبا بکر): یعود الی کتابة التاریخ بریشة الحکام.

ولکن یبقی فی النفس شیء من أن کنیته کانت موجودة فی عصر والده الإمام علی علیه السلام واشْتهرَ بها، وإنما الظاهر من المصادر التاریخیة، أنَّ الکنیة إنما ظهرت بعد شهادتِهِ بین المؤرخین فهم الذین أطلقوها علیه، وهکذا استمر ذکرها فیما بینهم ثم تواتر النقل عنهم بالکنیة حتی اشتهر بذلک فغلبتْ الکنیةُ علی الاسم. فالظاهر أنَّ الکنیة کانت من إبداعات المؤرخین لیس إلا،یقول العلامة الشهرستانی: وذهب آخرون إلی أن تلک النصوص لا دلالة لها علی کونه اسما له، فقد تکون کنیة اشتهر بها وأرجح أن یکونوا -المؤرخون- قد استفادوا من هذه الشهرة لتمییزه عن غیره من أبناء علی وذلک


1- الثورة الحسینیة للفقیه السید الحسین بحر العلوم ج5م2 ص706.

ص: 52

لوجود إخوة له یسمون بعبد الله ومحمد.ثم یقول: فوجود هذه الأسماء بین إخوته، وأیضا تسمیته بأکثر من اسم دعت المؤرخین وأصحاب المقاتل أن یکنوه بکنیة أبی بکر تمییزا عن إخوته، ومعنی هذا أن کنیة (أبی بکر) قد أُطلِقَتْ علیه بعد مقتل الحسین ولم یکن یُعرفُ بها فی الصدر الأول.((1)) بل یزید علی ذلک الشهرستانی بان وضع هذه الکُنیة من المؤرخین کانت عن قصد قال: وقد یکونُ هذا الأمرُ مقصوداً مِنْ قِبَلِ بعضِ المُؤرِخِینَ والنَسَابَةِ لِکَی یُکْمِلُوا أَسْمَاءَ الثَلاثَةِ فِی وِلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام.((2))


1- التسمیات بین التسامح العلوی والتوظیف الأموی ص391-392 للعلامة علی الشهرستانی.
2- المصدر نفسه ص417.

ص: 53

المَبْحَثُ الثَانِی

اشارة

وفیه مِطلبان:

المطلب الأول: تاریخُ حادثةِ عاشوراء وشهادة أبی بکر

اخْتَلَفَ المُؤرِخُونَ فِی تَاریخِ حَادِثَةِ عَاشُورَاءَ إلا أنَّ المَشْهُورَ أنَّهَا وَقَعَتْ سَنَةَ الَحَادِیَ وَالَسْتِینَ لِلْهِجْرَةِ فِی ارْضِ کَرْبَلاءَ، وَقَبلَ الَحَدِیْثَ عَنْ الرَأیِ الَمَشْهُورِ نَتَحدَثُ عَنْ بَعضِ المَصَادِرِ الَتِی أشَارَتْ إلی تَارِیِخِ وَاقِعَةِ الْطَفِ، فَهِی وَإنْ لَمْ تَکُنْ أَقْوَالاً یُعْتَدُ بِهَا وَلَکِنَّا سَنَذْکُرُهَا للإیِضَاحِ، وَهِی عَلَی قَوْلَیِن وهی:

الأولُ: أَنَّهَا وَقَعَتْ فی سَنَةِ (60ه_) فی العاشر من المحرم، قالَ ابنُ عساکر: أخبرنا أبو البرکات الأنماطی، أنبأنا أبو الفضل ابن خیرون، أنبأنا أبو القاسم ابن بشران، أنبأنا أبو علی بن الصواف، أنبأنا محمد بن عثمان ابن أبی

ص: 54

شیبة، قال: قال أبی: وقُتِلَ الحسینُ یومَ عاشوراءَ آخر((1)) سنة سِتِینَ((2)). وهو رأی شاذ.

الثانی: وَذَهَبَ مَشْهُورُ المُؤرِخِیْنَ إلی أنَّهَا حَدَثَتْ سَنَةَ إحْدَی وَسْتِینَ لِلْهِجْرَةِ لِعَشْرٍ خَلَونَ من شهر محرم الحرام ونَقَلَ ابْنُ عساکر أیضاً عَنْ عَمِهِ فی ترجمتِهِ، قالَ: وقال عمی أبو بکر: قُتِلَ الحسینُ بنُ علیٍّ فی سنة إحدی وستین یومَ عاشوراء، قَتَلَهُ سنانُ بن أبی أنس، وجاءَ برأسِهِ خِوِلی بن یزید الأصبحی جاءَ به إلی عبید الله بن زیاد.((3)) ونقله ابن عساکر عن قتادة قال: قُتِلَ الحُسَینُ بنُ علی (علیهما السلام) یومَ الجمعةِ یومَ عاشوراءَ لعشرٍ مَضَینَ منْ المحرمِ سنة إحدی وستین وهو اِبنُ أربعٍ وخمسین سنةً وستة أشهرٍ ونصف.((4))

ورواه ابن عساکر بسنده عن قَعْنَبْ بن المحررِ قالَ: وقُتِلَ الحسینُ علیه السلام سنةَ ستین یومَ عاشوراء أو أول سنةِ إحدی وستین. کذا قال هؤلاءِ، والأکثرون قالوا: سنة إحدی وستین!((5)).


1- لفظة " آخر " لم ترد فی الظاهریة. وقد تقدم کلام أبی بکر بن أبی شیبة فی هامش الرقم 353 بروایة الطبرانی.
2- ترجمة الامام الحسین علیه السلام لابن عساکر ص 422.
3- نفس المصدر ص423.
4- نفس المصدر السابق ص424.
5- ترجمة الامام الحسین علیه السلام لابن عساکر ص 423.

ص: 55

ورواه الواقدی قال: وبه قال الخطیب البغدادی((1)) ورواه الطبرانی فی المعجم الکبیر((2)) وغیرهم من المؤرخین قالوا بذلک وهو الرأی المشهور بل مجمع علیه.

وقد ذکرتْ مصادرُ التاریخ ومقاتلُ کثیرةٌ شهادةَ محمدِ الأصغر ابن علی بن أبی طالب علیهم السلام معَ الإمامِ الحسین علیه السلام فی کربلاءِ فی العاشرِ مِنْ مُحَرمِ الحرامِ سنة (61ه_) وهو متفقٌ علیِهِ بینَهُمْ إلا مِنْ بَعْضِ مَنْ تَوَهَم شَهَادَتَهُ وشَکَکَ فی ذلکَ، وستأتِی مُناقشَتُهُ، ونَذْکُرُ الآن المصادرَ التی أَثبَتَتْ شَهَادَتَهُ:

أَوَلاً: مَقْتَلُ أَبِی مَخْنَف: وهو مِنَ الکُتبِ والمَصادرِ المعتبرةِ،((3)) فَقَدْ ذَکَرَ شهادَةَ محمد الأصغر المکنی بأَبی بکرٍ فی کربلاء مع أخیِهِ الإمامِ الحسین علیه السلام وقالَ: رمی رَجُلٌ مِنْ بَنِی أَبَانَ بن دارم محمدِ بنِ علی بن أَبِی طَالب َفقَتَلَهُ وجاءَ بِرأَسِهِ.((4)) وأَضَافَ التَشْکِیکَ فی قَتْلِهِ عندَ ذِکْرِ مَنْ قُتِلَ مِنْ


1- المصدر نفسه ص425 نقلا من تاریخ بغداد: ج 1 ص 143 تحت الرقم (3).
2- الطبرانی فی المعجم الکبیر 3 / 30 ح 2802 عن روح بن الفرج، عن یحیی بن بکیر.
3- إذ إنَّ صاحبه من المعاصرین للائمة، منهم الإمام علی بن أبی طالب وأولاده الحسن والحسین والسجاد والباقر (علیهم السلام)، وهو من سکنة الکوفة من قبیلة الأزد (ت157ه_).
4- کتاب مقتل أبی مخنف ص186بتحقیق حسن الغفاری وقد علق علیه فی الهامش انه هو أبو بکر بن علی ذکر ذلک صاحب کتاب أبصار العین ص36.

ص: 56

بَنِی هَاشِم قالَ: وقُتِلَ أَبُو بَکْر بن علیٍّ بن أَبِی طَالِبٍ وأَُمُهُ لِیلَی أَبْنَةِ مسعودٍ بن خالدٍ بن مالکٍ بن ربعی بن سَلمَی بن جَنْدَلٍ بن نَهشَلٍ بن دارم، وَقَدْ شُکَ فی قَتْلِهِ.((1)) ولمْ یُعَلقْ الشیخُ الحسنُ الغفاری علی التشکیکِ فی تَعْلِیِقِهِ علی المَقْتَلِ بِشَیءٍ.

ثَانِیاً: ذَکَرَ ابْنُ عَسَاکِر فی تَاریِخِهِ قالَ: أبو بکرِ ابن علی بن أبی طالبٍ، یُقَالُ: إنَّهُ قُتِلَ فی سَاقِیةٍ. وَمُحَمَدِ بن علی بن أَبِی طالبِ الأصغرِ،وأُمُهُ أُمِ وِلِد قَتَلَهُ رَجُلٍ مِنْ بَنِی أَبَان بن دارم.((2))

ثَالِثاً: قالَ الطبریُ فی تَارِیِخِهِ: (وقُتِلَ أَبُو بَکرِ بن علی بن أبی طالب وأُمُهُ لِیلَی اَبْنَةِ مَسْعُودِ بن خالد بن مالک بن ربعی...).((3))

رابعاً: ونَقَلَ اِبِنُ کَثِیر فی نهایتِهِ بعدَ ذِکرِ قَوْلِ محمدِ بن الحنفیةِ فی عددِ مَنْ أُستِشْهِدَ مع الإمامِ الحُسینِ علیه السلام قالَ: قالَ غَیرُهُ-أی غیر ابن الحنفیة-: قُتِلَ مَعَهُ مِن ولدِهِ وأُخوَتِهِ وأهلِ بیتِه ِثلاثةٌ وعشرون رجلاً فمِنْ أولادِ علی علیه السلام: جعفر والحسین والعباس ومحمد وعثمان وأبو بکر.((4)) ثم ذکرَ أبیاتَ سلیمانَ بن قتة یرثیِهم قالَ:


1- مقتل أبی مخنف ص 235. بتحقیق الشیخ حسن الغفاری ط قم.
2- ترجمة الحسین لابن عساکر ص333.
3- تاریخ الطبری: ج5 ص 468 وطبعة حدیثة ذات ستة مجلدات ج3ص488 دار الکتاب العربی.
4- البدایة والنهایة لابن کثیر ج8 المجلد4 ص560. الناشر مکتبة الإیمان ط: ذات 7 مجلدات.

ص: 57

وأندُبِی تسعةً لصلبِ علی

قد أُصیبُوا وستةً لعقیلَ((1))

وسمیِّ النبیِّ غ_ودرُ فیهم

قد علوُهُ بصارمٍ مصقولٍ

خامساً: الشیخُ الطبرسی فی کتابِهِ تاجِ الموالید ((2)) ذَکَرَ ذلک أیضاً وأَخذَ بذلک المرحومُ الاربلی فی کشفِ الغُمةِ نقلاً عن الشیخِ المفیدِ، وذکرَ العلامةُ الحلی وابنُ بطریقِ الحلی (قدست أسرارهم)، فی ذکرِ أولادِ علی بن أبی طالب علیه السلام قالا: (أبو بکر محمد الأصغر وعبدُ اللهِ الشهیدان بالطفِ أٌمهما لیلی بنت مسعود من أولادِ علی بن أبی طالب علیه السلام. ((3)) ویُصححُ هذا قولُ سلیمانِ بن قتة،((4)) وهو یرثیهم:

واندبی تسعة لصلب علی

قد أصیبوا وستة لعقیل((5))

وسمی النبی غ_ودر فیهم

قد علوه بصارم مصقول((6))

سادساً: أعلامُ الوری للطبرسی: قالَ: وعبیدُ الله، وأبو بکر أبنا أمیر


1- المصدر نفسه ص 553. البیت من(البحر الخفیف)
2- تاج الموالید للطبرسی ص19.
3- العمدة لابن البطریق الحلی ص 29 والمستجاد من الإرشاد العلامة الحلی ص 138.
4- هو سلیمان بن قتة العدوی القرشی من بنی تیم بن مرة بن کعب بن لؤی وکان منقطعا إلی بنی هاشم له أبیات یرثی بها الحسن المجتبی علیه السلام ومراث کثیرة للحسین علیه السلام وللقتلی معه رضی الله عنه. المجدی فی أنساب الطالبیین ص550 وص198.
5- البدایة والنهایة لابن کثیر ج 8 المجلد4 ص553.
6- البدایة والنهایة لابن کثیر المجلد4ج8ص560.

ص: 58

المؤمنین علیه السلام، أمهما لیلی بنت مسعود الثقفیّة. ((1))

 سابعاً: ابنُ الجوزی قالَ: (ذِکرُ أولادِهِ رضی اللهُ عنهُ کان لهُ مِنْ الولدِ أربعةَ عشرَ ذکراً وتسعَ عشرةَ أُنثی... وعبیدُ اللهِ قَتَلهُ المختارُ وأبو بکر قُتِلَ مع الحسین أمهما لیلی بنت مسعود؟...). ((2))

ثامناً: الشیخُ المفیدُ (قده) وهو مِنْ کِبارِ علماءِ المذهبِ قالَ: ومحمدُ الأصغر المکنی بأبی بکر وعبیدُ الله الشهیدان مع أخیِهما الحسین علیه السلام بالطفِ أُمُهمَا لیلی بنتُ مسعود الدارمیة).((3)) وقالَ أیضاً: أبو بکر الشهید بکربلاء هو مِنْ ولدِ لیلی بنتُ مسعود. ((4)) وأکدَ بأنَّ أبا بکرٍ کُنیتَهُ لا اِسمَهُ قالَ:أَما اسمَهُ فهو محمدُ الأصغر.((5))

تاسعاً: وذکرَ صاحبَ المُجدی((6)) فی أنسابِ الطالبیین فی أبناءِ الإمام


1- إعلام الوری للطبرسی ج1 ص477.
2- صفوة الصفوة لابن الجوزی ج1 ص309.
3- الإرشاد للمفیدج1ص356.
4- الإرشاد للمفیدج1ص354.
5- المصدر نفسه.
6- صاحب المجدی فی انساب الطالبیین: هو السید نجم الدین أبو الحسن علی بن محمد بن علی بن محمد العلوی العمری النسابة من أعلام القرن الخامس الهجری. والعمری نسبة إلی جده عمر الاطرف ابن الإمام علی علیه السلام ولد سنة 348 ه_ بالبصرة وتوفی 490ه_ بالموصل وصححه السید المرعشی مقربا إلی 459 ه_ لان القول بالأول فمعناه أن عمره (142) سنة وهو بعید جدا فیحتمل حصل غلط راجع مقدمة المجدی فی ص9.

ص: 59

علی علیه السلام قال: والذی علیِهِ القولُ أَنََّهُ ولدَ فی ما قرأتُهُ سماعاً من الشریفِ أبی علی النسابة العمری الموضحِ الکوفی: حسناً وحسیناً..... وأبا بکر وعبدَ الله بنی النهشلیة.((1)) ویُثْبِتْ العلامةُ المُوضِحُ: أنَّهُ أُستشهِدَ بالطفِ قالَ: وأبو بکر واسمُه عبدُ اللهِ قُتِلَ بالطفِ وأبو علی عبیدِ اللهِ وأُمِهِم النهشلیة.((2))

عاشراً: وقالَ ابنُ شهرِ أشوبٍ: وتسعةٌ من ولدِ أمیرِ المؤمنینِ: الحسین والعباس واِبنِهِ محمد بن العباس وعمر وعثمان وجعفر وإبراهیم وعبد الله الأصغر ومحمد الأصغر وأبو بکر شُکَ فی قَتلِهِ.((3)) وهذا الشکُ نَقَلهُ عن الطبری فی تاریخِهِ.

حادی عشر: وقالَ المجلسیُ: قالَ: قالوا: ثمَّ تقدّمَ إخوةُ الحسین علیه السلام عازمین علی أنْ یموتوا دونَهُ، فأوّلُّ مَنْ خرجَ منهم: أبو بکر بن علیّ، وإِسمُهُ عبیدُ اللهِ، فتقدَّمَ إلی الحربِ، وأَخذَ یُقَاتِلُ قِتَالَ الأبطالِ، ولم یَزَلْ کذلکَ یصولُ ویجولُ حتّی وقعَ صریعاً شهیداً بین یَدَی أخیِهِ الحسین سیّدِ شبابِ أهلِ الجنّةِ صلواتُ اللهِ علیهِ.((4))

ثانی عشر: وذکرَ العلامةُ الحجةُ السیدُ عبدُ الرزاقِ المقرمِ فی مقتلِهِ عندَ ذکرِ حملةِ آلَ أبی طالب قالَ (قد): وخرجَ أبو بکر ابن أمیر المؤمنین علیه


1- المجدی فی انساب الطالبیین ص193.
2- المصدر نفسه ص198.
3- مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب ج4 ص112.
4- بحار الأنوار ج45 ص36.

ص: 60

السلام واِسمهُ محمدٌ قتلَهُ زحرُ بن بدر النخعی((1)) ویُعلقُ السیدُ (قده) علی أَنَّهُ حصلَ اختلافٌ بینَ المؤرخینَ فی اسمِهِ فمَنْ قالَ بأنَّهُ عبدُ اللهِ أَمثالُ الخوارزمی فی مقتلِهِ وأَنَّهُ محمدٌ کما ذهبَ إلیِهِ صاحبُ الإرشادِ وأَعلامِ الوری أو محمدُ الأصغر کما فی صفوةِ الصفوةِ لابن الجوزی.((2))

الثالثَ عشرَ: وذکرَ السیدُ محسنُ الأمینِ فی مقْتَلِهِ لوعةُ الإشجانِ أّنَّهُ أُستشهدَ فی الطفِ دفاعاً عن أّخِیهِ الحسین علیه السلام.((3))

الرابع عشر: وذکرَ السیدُ الحسینُ بحرُ العلومِ (قده)((4)) فی کتابِهِ (الثورة الحسینیة) قالَ: وعامةُ الذینَ ذکرُوهُ بالکُنیةِ، والظاهرُ أنَّها اسمُهُ، ثم ذکرَ


1- مقتل الحسین للعلامة السید المقرم ص239ط مؤسسة التاریخ العربی. ویعلق السید فی الهامش بان مصدر نقله عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص118 وغیر ذلک فراجع.
2- المصدر نفسه ذکره فی هامشه.
3- لوعة الأشجان فی مقتل الحسین للعلامة السید محسن الأمین ص177.
4- هو السید (الحسین) بن السید محمد (التقی) بن السید حسن بن السید إبراهیم بن السید حسین بن السید رضا بن السید (محمد المهدی) الطباطبائی المعروف ب_ (بحر العلوم) الذی یرقی نسبه الشریف إلی السید إبراهیم الملقب طباطبا بن إسماعیل الدیباح بن إبراهیم الغمر بن الحسن المثنی بن الإمام الحسن المجتبی بن الإمام علی بن أبی طالب (علیهم السلام). ولد فی مدینة النجف الأشرف عام 1348 ه_، وقد أرخ ولادته جده السید حسن بقوله: قلت لک البشری وأرخت (أجل أتی الحسین للتقی مقبلا)

ص: 61

المصادرَ التی أشارتْ إلی شهادتِهِ معَ أَخیِهِ الحسین علیه السلام أمثالَ کفایةِ الطالب للکنجی (ص298) وابن اعثم فی فتوحه (ج5 ص205) والخوارزمی فی مقتله (ج2ص28) والطبری فی تاریخه (ج5 ص468) ط دار المعارف بمصر وابن الأثیر فی کامله (ج3ص302) ط بیروت والنویری فی نهایته ج20ص461 ط القاهرة، وابن کثیر فی بدایته ج8 ص189 ط اوفسیت وابن صباغ فی فصوله ص197 ط النجف والسبط فی تذکرته ص254 والهیثمی فی مجمع الزوائد ج9 ص197 ط بیروت ومحب الدین الطبری فی ذخائر العقبی ص117 ط القاهرة والنسابة ابن حزم الاندلسی فی جمهرة انساب العرب ص38وص230ط دار المعارف بمصر.((1))

الخامسَ عشرَ: ما أوردَهُ صاحبُ مستدرکِ سفینةِ البحارِ فقد ذکرَ أّنَّ محمداً الأصغرَ قد تشرفَ بزیارةِ الناحیةِ المقدسةِ قالَ: والمتشرفونَ بسلامِ الناحیةِ المقدسةِ عبدُ اللهِ وأبو الفضل العباس وجعفرُ وعثمانُ ومحمدٌ کما فی البحار.((2)) ویضیفُ العلامةُ علیُ النمازی أَنَّ المرادَ من محمدٍ هو محمدُ الأصغرَ.((3))

السادسَ عشرَ: ذکرَ السیدُ ابنُ طاوس فی کتابِهِ الإقبال فی الزیارةِ


1- الثورة الحسینیة للفقیه المجتهد السید الحسین بحر العلوم (قده) ج5 المجلد2 ص706.
2- البحار ج10/200 ط کمبانی والطبعة الجدیدة ج45ص36،40.
3- مستدرک سفینة البحار ج7ص387.

ص: 62

الشعبانیةِ: العباس وجعفر وعبد الله وأبا بکر وعثمان أبناء أمیر المؤمنین علیه السلام وعدَهُم مِنْ الشُهداءِ وسلّمَ علیِهِم.((1))

فهذهِ مجموعةٌ من المصادرِ المهمةِ التی أثبتتْ هذهِ الحقیقة التاریخیة التی قد غَفَلَ عنها الکثیرُ مِنَ الکُتَّابِ وخطباءِ المنبرِ بالخصوص وغیرِهم من المعنیین بالقضیةِ الحسینیةِ.

ومِنْ ذلکَ تتضحُ لنا النتیجةُ التالیة، وهی أَنَّ محمداً الأصغرَ هو نفسُهُ الملقبُ بأبی بکر بن علی علیه السلام شهیدُ کربلاء معَ أخیِهِ الإمامِ الحسین علیه السلام فی سنة (61 ه_)، وإِنَّ کنیتَهُ أبو بکر وإسمُهُ محمدٌ الأصغر.

المطلب الثانی: کیفیة شَهَادَتُهُ رضی الله عنه

إِنَّ مِنْ صِفَاتِ العلویین الشجاعةَ وهذهِ معروفةٌ عنهم بلْ هی صفةٌ غالبةٌ فیِهِم فوالدُهم الإمامُ علی علیه السلام یُعرفُ بینَ قریش ب_(قَتَالِ العربِ) وهذهِ صیغةُ مبالغةٍ دلتْ علی کثرةِ القتلِ فِیِهم بسیفِه علیه السلام وأَرغمَ أنُوفَ المُشرکینَ حتی دَخَلوا فی الإسلامِ وقد وَرِثَ أبنَاؤهُ شَجَاعَتَهُ مِنْهُ، فَقَدْ رُوِیَ أنَّ أولَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ أبناء الإمام علی وأخوة الإمام الحسین (علیهم السلام) هو محمدٌ الأصغرُ أبو بکر بن علی أمیر المؤمنین علیه السلام لمواجهةِ أهلِ الکفرِ والنفاقِ مِنْ جَیشِ أَهلِ الکوفةِ ومنافقِیِهم بقیادةِ عُمر بن سعد والشِمر علیهم لعائنُ اللهِ تعالی.


1- المصدر نفسه.

ص: 63

فقد أرادَ محمدٌ الأصغر أبو بکر بن علی علیهما السلام أنْ یکونَ الأولَّ مِنْ بین أُخوتِهِ مِنْ المتقدمین إلی الحربِ والقتالِ بین یدی أبی عبد اللهِ الحسین علیه السلام، وهذا یدلُ علی مستوی عالٍ من الحماسِ للدفاعِ عن الإسلامِ المحمدی من خطرِ الفکرِ الأمویِ المتمثلُ بجیشِ أهلِ النفاقِ مِنَ الکوفیینَ، وقد أَثبتْ من خِلالِ قِتالِهِ أنَّّهُ ابنُ علی علیه السلام حقاً، فقد روی أصحابُ المقاتلَ أنَّهُ حینما نزلَ إلی المعرکةَ نزلَ وهو یرتجزُ:

شیخی علیٌ ذو الفخارِ الأطولِ

مِنْ هاشمِ الصدقِ الکریمِ المفضلِ

هذا حسینٌ ابنُ النبی المرسلِ

عنهُ نُح_امی بالحس_امِ المصقلِ

تفدیِهِ نفسی مِنْ أخٍ مبجلِِ((1))

یا ربِّ فامنحنِی ثوابَ المجزلِ((2))

وقَتلَ منهم مَقتلةً عظیمةً حتی عجزوا عن مواجهتهِ واحداً بعد الآخر فأخذوا یضربونه بالحجارةِ ویرمونهُ بالسهامِ واجتمعوا علیه من کلِ جانبٍ وأحاطوا به فأثخنوُهُ بالجراحِ حتی ضعفَ عن القتالَ.

واختلفوا فیمنْ قَتَلَهُ فقالوا: قتلهُ زجرُ بن بدر النخعی، وقیلَ: بل عُقبةُ الغُنوی، وقیل: بل رجلٌ من همدانَ، وقیل: وَجَدُوُهُ فی ساقیةٍ مقتولاً لا یُدْرَی من قتلهُ.((3)) وقیل لم یزلْ یُقاتلْ حتی اشترکَ فی قَتلِهِِ جماعةٌ منهم عُقْبَةُ


1- مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب ج4 ص 107.
2- أضاف هذا الشطر صاحب الفتوح لابن الاعثم ج5 ص205، ط بیروت ذکره السید الحسین بحر العلوم فی هامش کتابه الثورة الحسینیة ج2 ص706.
3- مقاتل الطالبیین لأبی فرج ص91.

ص: 64

الغٌنَوی رواهُ جابرُ عن أبی جعفر الباقر علیه السلام.((1)) ولما قُتِلَ برزَ أخُوهُ عمرُ بن علی علیهما السلام فحَمَلَ علی زَحَر قَاتِلَ أَخِیِه فَقَتَلَهُ.((2))

والاختلافُ فی شخص القاتل یدلُ علی أنَّ أهلَ النفاقَ کانوا یشترکون بِقَتْلِ أنصارِ الحسین علیه السلام عند عجزهم عن مواجهةِ بَطلٍ من أبطال کربلاء، فیَدَعی کلُ واحدٍ منهم أَنَّهُ قَتلهٌ، لاشتراکهم جمیعاً فی ذلک کما هو الحال فی الاختلافِ فیمن قَتَلَ الحسین علیه السلام فقد ذَکَرَ الأصفهانی نقلاً عن المدائنی قال: (وحَمَلَ علیه ذِرعةُ بن شُریِک - لعنه اللهُ - فضربَ کتَفه الیسری بالسیف فَسَقَطَتْ، وقتلَهُ أبو الجنوب زیاد بن عبد الرحمن الجعفی والقثعم وصالح بن وهب الیزنی وخولی بن یزید، کل قد ضربه وشَرِکَ فیه. ونزلَ سِنان بن أنس النخعی فاحتزَ رأسَهُ (صلوات الله علیه)، ویُقال: إنَّ الذی أجهزَ علیه شمرُ بن ذی الجوشن الضبابی لعنهُ اللهُ). ((3))

والملاحظ أنَّ أسلوبَ عسکرِ النِفَاقِ فی القتلِ هو اشْتِرَاکُ جماعةٍ مِنَ المقاتلینَ علی رجلٍ واحدٍ لجِبْنهِم عن القِتَالِ ومواجهةِ الأبطالِ مِنْ أَنصَارِ العقیدةِ وهذا ما فَعَلُوه مع محمدٍ الأصغر بن علی رضی الله عنه وغیرِه من جیشِ الإمامِ علیه السلام عند ضعفهم وخوفهم من مُنَازلةِ أبطالِ الطفِ. وکل ذلک تقرباً لدولةِ الکفرِ والنفاقِ.


1- المصدر نفسه: ص58.
2- أعیان الشیعة للعلامة الامینی م2 ص433. ط دار التعارف للمطبوعات بیروت.
3- مقاتل الطالبیین لأبی الفرج الاصفهانی ص118 بتحقیق السید احمد صقر.

ص: 65

ومِنَ المؤسفِ أنَّهُ لم ینقلْ لنا المعاصرونَ للحدثِِ وأصحابُ المقاتلِ، کیفَ اِستقبلَ الإمامُ الحسین علیه السلام وبقیةِ الأُسْرَةِ شهادةِ أخیِهِ، والظاهرُ أنَّ عَظِمّ مُصائبِ شهادةِ الإمامِ الحسین علیه السلام الذی کانتِ الأنظارُ کُلها علیه وتراکُم أحدث المعرکةِ علی المعاصرین أَنستْهُم صورةَ الشهادةِ وطبیعَتِها واکتفوا بذکرِ أبیاتٍ مِنْ شعرِهِ حینما خرجَ للقتالِ.

کما أنَّهمْ لم یذکروا کیفیةَ خروجِ الحسن المثنی ابن الإمام الحسن علیه السلام، وهل اِرتَجَزَ عندما خَرَجَ وکیف جُرِحَ ؟ کُلُّ ذلک لم یَذکُرهُ أصحابُ المقاتلِ، نعم ذکروا أنَّهُ مِنْ جرحی الطفِ الذین نَجوا مِنْ القَتلِ واستَنقَذه وعالجَهُ أخوالُهُ بنُو فزارٍ فی الکوفة، وعندما شُفیَ رجعَ إلی المدینةِ المنورةِ.((1)) ولستُ مع مَنْ یقولُ بأَنَّ سببَ عدمِ ذکرِ تفاصیل خروجِهِ هو عدمُ وجودِ دورٍ مهمٍ لَهُ کالعباس أو القاسم، أو أنَّ مقتلَهُ لم یکن مُفجعا کعبد الله الرضیع وإنما سبب خفاء دوره هو ما ذکرناه من عظم مصاب الإمام الحسین علیه السلام وإغفال المؤرخین عنه وقد یکون ضیاع الکثیر من أحداث عاشوراء نتیجة الظروف السیاسیة فانها لم تصلنا کاملة.

ومِمِنْ ذکرَ صورةً واسعةً عن خروجِهِ صاحب روضة الشهداء قال: قال الراوی: وخرج بعد شهادة القاسم أبو بکر بن علی بن أبی طالب أمام الحسین علیه السلام وقال: أخی حسین إئذن لی للأخذ بثأری والانتقام لأهلی من


1- -الثورة الحسینیة للسید حسین بحر العلوم م2ج5 ص699.

ص: 66

هؤلاء الأوغاد،فقال الإمام الحسین علیه السلام آه علیکم أتذهبون الواحد تلو الآخر وتترکوننی لمن؟

فقال أبو بکر: أخی حسین کنت أرید منذ زمن أن أقصدک بهدیة تلیق بمقامک ولا ادری ما هی والآن علمت أن خیر هدیة اهدیها لک هی روحی التی بین جنبی وأُریدُ الآن أن أنثرها علی قدمیک، ثم ذکر صاحب الروضة أبیاتا قال فیها:

الیوم ضیفی حبیبی

روحی وق_ل_بی طعام_هْ

لا ضیر یلحق قلبی

لکن روح_ی أدامهْ

افدی له الیوم روحی

ی_ب_ل ف_ی_ها اوام_هْ((1))

ثم أذن ل_ه الإم_ام الحسین علیه السلام وخرج أبو بکر إلی میدان القتال فطاردهم وجال فیه جولات حامیة وکان یلعب برؤوسهم کما یلعب الصولجان بالکرة وهو یرتجز ویقول:

هذا الم_ل_ی_ک أخ_ی

وه_ذا النجم فی کبد السماء

ه_و خ_ی_ر أب_ن_اء

الزمان وق_بلة للأتق_ی_اء

ال_روض فیه من_ور

وجمال ارض الاصطف_اء

هو نور عین المصطفی

وإمام أصح_اب ال_وف_اء

درر بک_نز الاج_تباء

ون_ج_م أف_ق الاه_تداء


1- الشعر من بحر المجتث.

ص: 67

ن_ور بأف_لاک السماء

وغ_رة ف_ی الاج_ت_باء

خ_ول ل_ه لا أخ_وة

س_ترون_نا ی_ا أدع_یاء

کص_واعق قد أرسلت

ت_جت_اح دن_ی_ا الأشقیاء

وت_ح_طم الأف_لاک اذ

ت_ج_تاز أجواز الف_ضاء

ج_ئناه والأرواح ف_ی

الأیدی ن_ق_دم_ها ف_داء

أکفان_نا م_ح_م_ولة

لتل_ف_نا م_ث_ل ال_رداء

ونعانق البیض الصقال

ک_أنها ب_یض الظ_ب_اء

وإذا ت_وسدن_ا ال_ثری

صرعی ت_غسلنا ال_دم_اء((1))

ودعا له الإمام الحسین علیه السلام واعتلی صهوة جواده الذی یسبق الریح وکأنه فی سرعة عدوه کالوهم الذی یلمع فی الخواطر والأذهان:

کال_نار ف_ی إحراق_ه

کال_ماء ف_ی ج_ریانه

ق_د ج_از ف_ی ارض

النقا السبق من غزلانه((2))

وکان یهجم علی أطراف الجیش کله وینشر فیها الرعب ویرفع رایته فی وجوه الأعداء ویفرون بین یدیه فتخلو منهم العرصات وتقفر الساحات حتی باع لله نفسه فی سوق الجهاد رضوان من الله علیه.


1- الشعر من بحر مجزوء الکامل.
2- الأصح بدل (السبق) ان یقول (السباق) هذه الأبیات الظاهر أنها من نظم صاحب روضة الشهداء.

ص: 68

یقول صاحب الروضة: یقول الراوی: فوصلت إلیه من الجراحات إحدی وعشرون جراحةً وأخیراً أُصیبَ بطعنة من قدامة الموصلی،وقیل رماه عبد الله بن عقبة الغنوی، وقیل زجر بن بدر النخعی.((1))

 والظاهر من صاحب الکتاب (روضة الشهداء) أنَّهُ خطیب حسینی وقد صاغ کتابه بأسلوب حسینی، ومع ذلک فهو لم یذکر مصادر الأبیات الشعریة التی نسبها لسیدنا محمدٍ الأصغر بن علی رضی الله عنه.


1- روضة الشهداء للشیخ حسین کاشفی ص 640: ترجمة محمد شعاع فاخر.

ص: 69

المبحث الثالث

اشارة

وفیه مِطلبان:

المطلب الأول: مصادر لم تذکر شهادته رضی الله عنه

وهناک مصادر لم تذکر شهادة محمد الأصغر بن علی رضی الله عنه عند تألیفهم مقتلا للإمام الحسین علیه السلام وأحداث واقعة الطف، أمثال السید ابن طاوس فی کتابه الملهوف، والشیخ ابن نما فی مثیر الأحزان،((1)) والشیخ محمد هادی یوسفی فی کتابه موسوعة التاریخ الإسلامی.((2)) ویمکن المناقشة فی ذلک.

أولا: إن السید ابن طاوس (قده) وان لم یذکره فی کتاب الملهوف إلا أنه ذکره فی کتابه الإقبال فیمن زاره الإمام القائم (عج)، والظاهر أنَّ عدم


1- مثیر الأحزان للعلامة جعفر بن نما ص27.
2- العلامة یوسف الغروی من المعاصرین، له دراسة فی التاریخ الإسلامی من عصر الرسالة حتی الغیبة وقد مر علی تاریخ کربلاء ولکنه لم یذکر حتی کنیة أبی بکر بن علی فضلا عن مشارکته فی کربلاء وهو من غرائب الکتاب.

ص: 70

ذکره مع ما ذکرناه من مصادر قد ذکرته رضی الله عنه یعود لسببین:

الأول: أنَّ کتابه مبنی علی الاختصار وهو الأرجح.

الثانی: وانه لم یثبت له مشارکته رضی الله عنه فی معرکة الطف، اعتمادا منه علی تشکیک الطبری کما ذکرنا، ولو قلنا إنه لم یعتمد علی مصدر الطبری فعلی ماذا اعتمد (قده)؟. وعلی هذا لا یمکن إنکار شهادته أو التشکیک فیها مع هذه المصادر المعتبرة ک_(مقتل أبی مخنف) الذی یعدّ من أقدم المصادر والذی یعدُّ من المعاصرین للإمام السجاد والباقر والصادق (علیهم السلام)، ومن العجیب للسید (قده) ترکه لذکر السید محمد الأصغر مع انه ذکره فی کتابه الاقبال فیمن زارهم الناحیة المقدسة علیه السلام، فتأمل.

ثانیا: وأما الشیخ ابن نما (قده) فقد ذکر فی مقدمة کتابه مثیر الأحزان: انه مبنی علی الاختصار قال (قده): إن الذی بعثنی علی عمل هذا المقتل إنی رأیت المقاتل قد احتوی بعضها علی الإکثار والتطویل وبعضها علی الاختصار والتقلیل، فهی بین طویل مسهب وقصیر قاصر عن فواید غیر معرب والنکت فیها قلیلة، فوضعت هذا المقتل متوسطا بین المقاتل قریبا من ید المتناول......الخ. ((1))


1- مثیر الاحزان لنجم الدین جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلی (ت645هجری): مقدمة المؤلف لماذا وضع هذا الکتاب ص 27.

ص: 71

أقول: إن مقتضی الحال فی الإیجاز والاختصار فی مواطن حشوی الکلام لا فی أصوله وثوابته فمثل هذا الایجاز یخل بالکلام، والظاهر انه اعتمد علی روایة الطبری الذی شکک بمقتله فتکون الإجابة علیه کما اجبنا علی السید ابن طاوس (قده). والله أعلم.

الثالث: وأما الشیخ محمد هادی یوسفی الغروی، فان کتابه موسوعة التاریخ الإسلامی ومقتضی العنوان مطابقته لمضمون الکتاب فهو عبارة عن موسوعة فی التاریخ الاسلامی وهی دراسة قیمة جدا، ولکنه للأسف لم یذکر شیئا عن أبی بکر محمد رضی الله عنه وهذه مؤاخذة علی کتابه، لان کتابه عبارة عن دراسة تحلیلیة للتاریخ الإسلامی ومنها أحداث کربلاء، فکان الأولی به أن یذکره ثم یناقش فی شهادته أو عدمها کما فعل فی غیرها من المواضیع، بل حتی فی مقتله الذی اختصره أیضا لم یأت علی ذکره، ومع کل هذه المصادر التی أشارت إلیه بالکنیة (أبو بکر). ولقد أرسلت لسماحته رسالة علی موقعه علی الانترنت للإجابة علی هذا السؤال، ولکنه لم یصلنا لحد الآن جواب منه.

وقد یقول قائل: إن هؤلاء الأعلام إنما لم یذکروه لأنهم توقفوا فی مسألة شهادة محمد الأصغر رضی الله عنه.

أقول: لا یمکن القول بذلک لان التوقف فی مسألة معینة لابد من الإشارة أو التلمیح أو التصریح إلی ذلک التوقف بعد المناقشة فی النفی أو

ص: 72

الإثبات ثم یصرح بتوقفه فی هذه المسألة أو تلک أو علی الأقل یذکر توقفه فقط.

وعلیه فان عدم ذکر السید والشیخ (قدس سرهما) والعلامة الشیخ الیوسفی الغروی لمحمد الاصغر رضی الله عنه لیس فی محله، لأنه مع کل هذه المصادر التی ذکرناها، لا عذر لهما فی ترک ذکره إلا للاختصار أو سبب آخر، فتأمل.

المطلب الثانی: مصادر شککت بشهادته رضی الله عنه

اشارة

بعد الانتهاء من المصادر التی لم تذکره نتحدث الآن عن المصادر التی شککت فی أصل مشارکة محمد الأصغر المکنی بأبی بکر رضی الله عنه فی معرکة الطف مع أخیه الحسین علیه السلام فی العاشر من المحرم لعام (61) هجری، وهی:

أولا: مقتل أبی مخنف: قال: وقُُتِلَ أبو بکر بن علی بن أبی طالب وأمه لیلی ابنة مسعود بن خالد بن مالک بن ربعی بن سلمی بن جندل بن نهشل بن دارم، وقد شک فی قتله. ((1))

ثانیا: المؤرخ الطبری الشافعی وقد نقل نصّ قول أبی مخنف ولم یزد أو یُعلق علیه حرفا. ((2))


1- مقتل أبی مخنف ص236ط، تحقیق الشیخ الحسن الغفاری ط سنة1343ه_.
2- تاریخ الطبری: ج3 ص488 ط دار الکتاب العربی ب_(6) أجزاء.

ص: 73

ثالثا: کتاب أنصار الحسین علیه السلام للعلامة محمد مهدی شمس الدین (قده)، فانه بعد ذکره سبعة عشر اسما متفقاً علی شهادتهم فی عاشوراء قال: هؤلاء السبعة عشر هم الذین ثبت عندنا أنهم استشهدوا فی کربلاء من بنی هاشم لإجماع المصادر الأساسیة علی ذکرهم. أما من عداهم فسنعرض أسماءهم فیما یلی، مع شکنا فی کونهم ممن رزق الشهادة مع الإمام الحسین ابن أبی طالب علیهم السلام فی کربلاء.((1)) وقد نفی شهادة أبی بکر بن علی رضی الله عنه فی معرکة الطف اعتمادا علی تشکیک الطبری، قال (قده): وهذا التعبیر من الاصبهانی یدعونا أیضا إلی الشک فی شهادته فی کربلاء.((2))

ونجیب علیهم بما یلی:

أولا: مناقشة فی النسخة الأصلیة لمقتل أبی مخنف

إن المقتل المتداول والمطبوع الیوم لأبی مخنف لیس هو النسخة الأصلیة، وإنما هو النسخة المأخوذة عن کتاب تاریخ الطبری. وهذا یدل علی أن النسخة الأصلیة کانت موجودة عند الطبری ینقل عنها، والظاهر انه لم ینقلها بتمامها وإنما نقل بعضا منها، والسبب فی ذلک معروف وهو خوفه من السلطة العباسیة فی زمانه،وثانیا طبیعة الاتجاهات المذهبیة الحاکمة،ونفس مذهب وانتماء الطبری یمنعه من نقل بعض حقائق واقعة کربلاء، ولذلک ورد


1- أنصار الحسین للعلامة محمد مهدی شمس الدین ص135.
2- المصدر نفسه: ص135.  

ص: 74

فی هذه النسخة مما لا یتناسب وحادثة الطف والإِبَاءِ العلوی وغیر ذلک من المؤاخذات علیه. فظاهر کلام الطبری أن أبا مخنف هو المؤصل لهذا الشک.

أقول: ولو فرضنا أن الشکَ من کلام أبی مخنف، فان منشأه عدم حصوله علی الخبر الصحیح، فلعل الأخبار فی عصره کانت متضاربة حول شهادة محمد الأصغر، فما حصل علیه من الأخبار لم یکن تاما کاملا، وعلیه فإن شکه فی قتل أبی بکر محمد الأصغر ابن علی رضی الله عنه لا یدل علی عدم الشهادة، بل لا یُطمَئنُ الیه، وکما قیل فان عدم الوجود لا یدل علی عدم الوجدان، ومما لا شک فیه أن هناک أحداثا کثیرة خفیت علی أبی مخنف لم ینقلها لعدم سماعه بها وقد غابت عنه وعن غیره، ومع ذلک تبقی عقدة الأمانة العلمیة فی النقل فی ذمة ابن جریر الطبری.

ثم إن مقتل الإمام الحسین علیه السلام وشهادته قد أذهل الجمیع مما أدی إلی نسیان مصابهم وغفلتهم عن بقیة الأحداث، فکان سببا فی خفاء الکثیر من أحداث کربلاء التی استمرت علی الأقل ثمانیة أیام من یوم نِزُولِ الإمام الحسین علیه السلام فی عرصات کربلاء والی عاشوراء الدامی، الذی وقعت فیه من الحوادث الکثیرة والدقیقة إلا إن بعضا منها لم یصلنا، لعظمة مصاب الإمام الحسین علیه السلام التی أذهلت أهل بیته (علیهم السلام) ومن بقی ونجا من القتل، ممن حضر الواقعة، فالظاهر أن وقوع الشک والاختلاف فی بعض أخبار وحوادث عاشوراء کان سببه ما ذکرنا.

ص: 75

ثانیا: وأما تشکیک الطبری

فانه ناقلُ الشکِ، ولکنه لم یبین أو یبرر سبب الشک، وإنما ذکره بعد أن نقل رأی أبی مخنف، قال الطبری فی تاریخه: وقُتِلَ أبو بکر بن علی بن أبی طالب، وأمه لیلی ابنة مسعود بن خالد بن مالک بن ربعی بن سلمی بن جندل ابن نهشل بن دارم، وقد شک فی قتله. ((1))

ومع ذلک فإن القول بالشک فی مقتله دلیل علی مشارکته فی معرکة کربلاء، ولکنه یلزم منه انه لم یسقط شهیدا أو انه جُرِحَ واُخِذَ مع الأسری ثم أخذه اخواله واستنقذوه من جیش ابن سعد، وجاءوا به إلی مضاربهم وبقی عندهم حتی توفی.

وکما قلنا سابقا انه یلزم من هذا القول: أن وفاته کانت بعد العاشر من المحرم الحرام لسنة (61) للهجرة، وعلی هذا فالقول بالشک فی شهادته لا ینفی ثبوت مشارکته فیها.

وعلی هذا یتوجه سؤال لأبی مخنف والطبری، هو أین اختفی(محمد الأصغر)؟ وهنا عدة احتمالات للاجابة:

منها: انه جُرِحَ وأُخذَ أسیراً، وهذا لم نجد له ذِکراً فی المصادر.

منها: انه هرب من المعرکة، وهذا مستحیل قطعا، لان نفوس بنی هاشم وأنصارهم تأبی ذلک.


1- تاریخ الطبری ج3ص488 ط دار الکتاب العربی ب(6) أجزاء.

ص: 76

ومنها: انه جُرِحَ فی المعرکة وهو علی فرسهِ فهامت به فی بیداء کربلاء، وهذا بعید جدا لانَّ جیشَ ابن سعدٍ قد ملأ ارضَ کربلاء بالجیش فقد بَلغَ عددُهم (30000) ألفاً کما فی الروایة المعتبرة عن الإمام السجاد علیه السلام،((1)) وکذلک روایة الإمام الصادق علیه السلام،((2)) وعلی روایة (100،000) ألف((3))، ومعلوم أنَّ نسبةَ المقاتلین فی مدینة الکوفة وصل إلی (000/100) مئة ألف مقاتلٍ وهی النسبة الموجودة منذ یوم تأسیسها((4)). وعلیه لا یمکن لأحد أن ینجو منهم، وهذا ما جری فعلا.

ثالثا: وأما الإجابة علی کلام العلامة شمس الدین (قده)
اشارة

فإنه لم یقطع فی شکه وإنما جعله فی حیز الاحتمال، بل احتمل أیضا أن الشک جار حتی فی السبعة عشر المتفق علی شهادتهم قال: هؤلاء السبعة عشر هم الذین ثبتَ عندنا أنَّهم أُسْتُشهدوا فی کربلاء، أما مَنْ عداهم فسنعرضُ أسماءَهم فیما یلی، مع شکِنا فی کونِهم ممن رُزِقَ الشهادةَ مع الإمام الحسین علیه السلام فی کربلاء، ونُقَدِرُ أنَّ بَعضَهم قدْ أُستُشْهدَ فی مواقعٍ أُخری متأخرة وقد اختَلطَ أَمرُهُ علی أصحابِ الأخبارِ والمؤرخینَ مع احتمال أنْ یکونَ رأینا


1- فن الخطابة الحسینیة للشیخ المقدسی ص160 نقلا عن أمالی الطوسی ص177-178.
2- ومقتل الحسین للمقرم ص 181مؤسسة التاریخ العربی 2009م.
3- حاشیة مقتل الحسین للعلامة المقرم ص182 نقلا عن هامش تذکرة الخواص.
4- الانثربولوجیة الاجتماعیة الثقافیة لمجتمع الکوفة عند الإمام الحسین علیه السلام السید نبیل الحسینی ص32 قسم الشؤون الفکریة والثقافیة فی العتبة الحسینیة المقدسة ط1-2009م.

ص: 77

فی عددِ الشهداءِ السبعةَ عشرَ وأسمائِهم خطأً أیضاً.((1))

وهذا الکلام منه (قده) دلیلٌ علی شکهِ فی أصلِ الشکِ وکما قِیلَ الشکٌ فی الحُجِیةِ ینفی اِعتِبارها، وهذا دلیلٌ علی رُجحَانِ طرفِ الإثبات.

ثم إنَّ الشیخَ شمسَ الدین (قده) قد ذکر خروج وشهادة أخیه عمر بن علی رضی الله عنه وقد أُتُفِقَ علی شهادتِهِ بین المؤرخین وأنَّ خُرُوجَهُ کان بعدَ خُروجِ أخِیِهِ أبی بکر ناصراً لهُ، کما ذکرنا فی کیفیة شهادة أبی بکر وخروجه فراجع.

وأخیراً: یظهرُ مما ذکرناه مِنَ الشکوک والإجابة علیها أنَّا نطمئِنُ إلی مشارکتِهِ وشهادتِهِ رضی الله عنه، حسبَ المصادرَ التاریخیةِ، وأنَّ کلَّ مَنْ جاءَ إلی کربلاء مع الإمام الحسین علیه السلام قد أُسْتُشْهِدَ إلا ما دلَّ علیهِ الدلیلُ التاریخی القطعی، أمثالُ الإمام زین العابدین علی بن الحسین والحسن المثنی والباقر (علیهم السلام) وعقبة بن سمعان خادم الرباب وبعض النسوة. ((2))

فالأدلةُ کلُها تدلُ علی أَنَّهُ لم ینجُ من أصحابِ الحسین علیه السلام مِنَ الرجالَ إلا هؤلاءِ، وکذلک أخبارُ جندِ الطرفِ الضالِ، کلُهُا تُؤَکِدُ أنَّهُ لم یَنْجُ أحدٌ منهم ویکفی بهذا دلیلاً علی شهادتِهِ. فلا یبقی مجالٌ للشکِ فی شهادتِهِ رضی الله عنه.


1- أنصار الحسین العلامة شمس الدین ص135.
2- مقتل الحسین للمقرم ص 279 مؤسسة التاریخ العربی.

ص: 78

قصیدة بکر بن علی رضی الله عنه

لقد کتب الأستاذ الفاضل الأدیب الأریب شاعر أهل البیت الأستاذ المهندس محمد عبد المحسن شعابث((1)) (اعزه الله تعالی) قصیدة فی حق صاحب الذکری تقریظا للکتاب الذی أرسلته له قبل الطبع وقد أتحفنا بهذه القصیدة الراقیة وبمضامین عالیة کشفت عن مضمون الکتاب، والظاهر منها أنها القصیدة الأولی فی الشعر الحلی التی ذَکَرَتْ سیدنا محمداً الأصغر ابن الإمام علی علیه السلام فجزاه الله تعالی عن أهل البیت (علیهم السلام) خیرا وانما کتبها بعد طلبی منه ذلک قال:

بسم الله الرحمن الرحیم

القصیدة التی نُظِمَتْ بعد التکلیف بقراءة البحث الموسوم (یتیم عاشوراء من أنصار کربلاء محمد الأصغر أبو بکر بن علی بن أبی طالب "رض") لسماحة الشیخ میثاق عباس الخفاجی الحلی وفقه الله.


1- هو الشاعر الکبیر الأدیب الأستاذ المهندس محمد عبد المحسن شعابث من شعراء أهل البیت الواعین لواقعهم الإسلامی وله ثقافة إسلامیة جیدة وتدین عال وذو خلق رفیع عرفته شاعرا فی المنتدیات والمهرجانات والاحتفالات الإسلامیة ومتواضعا فی شخصیته ومن أهل التقوی والصلاح شاعر یصوغ الکلام من قلبه ویتفاعل معه اذا سمعته یشعرک بأنه لا یتصنع فی کلماته وأنها تخرج بهدوء وحزن ویربط شعره بواقعه ویأمر بالمعروف وینهی عن المنکر فجزاه الله تعالی خیرا ووفقه الله تعالی لکل عمل صالح.

ص: 79

قصیدة بعنوان (بَکْراً العلی) (من الرجز):

یَا قَاصِدَ الحِلَةِ زُرْ خَیْرَ وَلِی

(مُحَمَدَ الأصَغَرَ بَکْرَاً العلی)

زُرْهُ شَهِیْداً نَاصِرَاً أخَاهُ فِی

طِفُوفِِ (کَرْبَلا)(الَحُسَیِنَ بْنَ عَلِیِ)

أبْلَی وَفِی اسْتِشْهَادِهِ جَاءَ بِهِِ

حِفْظَاً لَهُ أخْوَالُهُ مِنْ (نَهْشَلِِِ)

حَتی اسْتَقَ_رَّ فِی صَعِیدٍ طَیِبٍ

فِی(الَحِلةِ) الْفِیْحَاءِ خَیْرِ مَنْزِلِ

وَقَدْ جَلَی (مِیثَاقُ) عَنْ جَوْهَرِهِ

والدُرُّ لابدَّ لهُ أنْ ی_َنْجَلیِ

زُرْهُ ونُحْ عَلِیهِ ذَاکِراً بِ_هِِ

رُزْءَ طُفُوْفٍٍِ فِی الَمَقَامِ الأَوَلِ

کَمْ مُهَجٍ ذَابَتْ بِنِیْرانِ الأسَی

وَادْمُعٍ لِمِثْلِهِ أنْ تُهْمَ__لِِِ

لَکِنَّ هَذِهِ الَدُمُوعَ والأسی

کَانَ_ا أمرَّ لِلْعِدَا مِنْ حَنْظَ_لِ

أمّا لَنَا فَانَّ فِیْهَا عَ_زْمةً

تَبْقَی لِتَحْقِیقِ الأمَانِی تَغْ_تَ_لِی

وَکِی_ْفَ نَنَساهُ وَفِ_ی آفَاقِنَا

نُورُ دِمَاءِ الشُهَدَاءِ یَعْتَ_لِی

وَکَیْفَ نَنْسَاهُ وَفِی قِلُوْبِ_َنا

نَبَضٌ وَفِی أحَفَادِنَِا لِلأَجَ_لِ

لا خَیْرَ فِیْنَا وَالزَمَانِ بِالُوِفَا

إنْ لَمْ نُخَلِدْ کُلَ رَمْزٍ امْثَ_لِ

فَهَؤلاءِ فِی ظَلامِ دَرْبِ_نَا

مَنَائِرٌ سَاطِعَ_ةٌ مِنْ شُعْ_لِ

فَبِئسَتِْ الأُمَةُ أنْ تَقَطَعَتْ

أسْبَابُ مَاضِِیْها وَلَمْ تَتَصِلِ

وبِئسَتِْ الأُخْرَی إعْتَلَتْ بِهِ وَلَمْ

تَجِدَّ فِی حَاضِرَهَا بِالْعَمَلِ

فَلَیْسَ لِلْجُوَادِ قِیْمَ_ةٌ إِذَا

لَمْ یُرْعَ أو مَا کَانَ بِالُمؤصَّلِ

الشاعر محمد عبد المحسن شعابث

کتبها بتاریخ6/5/2011م

ص: 80

ص: 81

الفصل الثالث

اشارة

وفیه تمهید: الأسماء فی الجاهلیة

ومباحث:

المبحث الأول: وفیه مطلبان:

الأول: تسمیة الأبناء بالأصحاب.

الثانی: حقیقة اسم الخلیفة أبو بکر والتسمیة به.

المبحث الثانی: وفیه مطالب:

الأول: کثرة اسم عمر فی العرب.

الثانی: النهی عن التسمیة باسم الرسول صلی الله علیه وآله وسلم

الثالث: التسمیة بعثمان کثیر فی العرب.

ص: 82

ص: 83

تمهید: طبیعة الأسماء فی الجاهلیة

تختلف الأسماء فی الجاهلیة من حیث الوضع والاستعمال فقد کانت الأسماء توضع للمسمیات بحسب المناسبات والأحداث والأماکن وغیرها من المسمیات، وهی طبیعة نفسانیة وهی المعرفة بالمجهول، من خلال وضع دالة علیه لتحدید هویته فیبحث العقل عن الدالة المناسبة لهذا الشیء أو المولود الجدید بحیث یمیزه عن أغیاره المشترکین معه فی الإنسانیة، فینظر المسمی والواضع عما حوله لیبحث عن اسم یمکن أن یناسب المسمی الجدید أو یخلق له اسما من عنده لتکون دلالة وضعیة ومختصة به دون غیره.

وقد کان النقل فی الأسماء بین العرب کثیراً، فان الأسماء المنقولة متداولة فیما بینهم، وهکذا قد یکون النقل من الجملة الفعلیة إلی مسمی معین فتکون اسما له کما فی (یزید ویشکر) وغیرهما. ویمکن الإجمال فی بیان عدد مناسبات وضع الاسم للمسمی فی خمس جهات کانت تلاحظها العرب عند وضع الاسم لمسمی معین قال الجاحظ: الأسماء ضروب، منها شیء أصلی کالسماء، والأرض، والهواء، والماء والنار. وأسماء أُخر مشتقات منها

ص: 84

علی جهة الفأل. وعلی شکل اسم الأب، کالرجل یکون اسمه عمر َفیسمی ابنه عمیراً، ویسمی عمیر ابَنه عمران، ویسمی عمران ابنه معمراً. وربما کانت الأسماء بأسماءِ الله ((1))، مثل ما سمی اللهُ عزّ وجلّ أبا إبراهیم آزر، وسمی إبلیس بفاسق.((2))

وربما کانت الأسماء مأخوذة من أمور تحدث فی الأسماء، مثل یوم العروبة سمیت فی الإسلام یوم الجمعة، واشتق له ذلک من صلاة یوم الجمعة((3)).

 والجاهلیون کانوا یحبذون الغرابة فی أسمائهم، وقد علل الزمخشری سبب ذلک قائلا: کُلَّما کان الاسم غریباً کان أشهر لصاحبه وأمنع من تعلق النبز به، قال رؤبة:

قد رَفع العجاج ذکْری فآدعنی

باسمی إذ الأسماءُ طالت یکْفنی((4))

ویشهد بفضل غرابة الاسم قوله تعالی: (لم نَجعل لَّه من َقبلُ سمیًا)((5)) وقال ابن الجوزی: فإن اعترض معترض فقال: ما وجه المدحة باسم لم یسم به أحد قبله. ونری کثیراً من الأسماء لم یسبق إلیها؟


1- أی إن الله تعالی هو المسمی کما فی تسمیة آدم وابلیس ویحیی وعیسی وغیر ذلک.
2- التسمیات ص27 للسید الشهرستانی.
3- حیاة الحیوان للجاحظ ج1 ص179. باب تعلیل التسمیة.
4- ربیع الابرار3ص18،باب الأسماء والکنی.
5- مریم: الآیة ٧.

ص: 85

فالجواب: وجه الفضیلة أن الله تعالی تولّی تسمیته ولم یکلْ ذلک إلی أبویه، فسماه باسم لم یسبق إلیه((1)). وفی بحار الأنوار فی قوله تعالی: (إن اللهَ یبشِّرک ِبیحیی)((2)) سماه الله بهذا الاسم قبل مولده، واختلف فیه لم سمی بیحیی؟ فقیل: لان الله أحیا به عقر أمه، عن ابن عباس، وقیل: لأن الله سبحانه أحیاه بالإیمان، عن قتادة، وقیل: لأنه سبحانه أحیا قلبه بالنبوة، ولم یسم قبله أحداً بیحیی.((3))

ولا یخفی علیک بأن تنوع الأَسماء یختلف باختلاف المسمین وما یدور فی خزائن َأخیلتهم مما یألفونه ویجاورونه ویخالطونه.((4))


1- زاد المیسر ج5 ص211. وعمدة القاری فی صحیح البخاری ج26ص20. نقلا عن کتاب التسمیات ص28.
2- آل عمران: ٣٩.
3- بحار الأنوار ج14ص169.
4- وإن غالب أسماء العرب کانت توضع علی الفأل، لأن الأسماء الحسنة الجمیلة تبعث علی التفاؤل، أما الأسماء الخبیثة الردیئة فإّنها تولی التشاؤم. والإسلام حبذ التفاؤل ولم ینه عنه، وکذا التشاؤم من الأسماء القبیحة، بل قیل: إن رسول الله کان یتأثّر من الأسماء القبیحة ویفرح بالأسماء الحسنة، وکان یقول إذا أعجبته کلمة:أخذنا فالک من فیک، وإنّه صلی الله علیه وآله وسلم یعجبه إذا خرج لحاجة أن یسمع: یا راشد یا نجیح، وإنّه قال: (لا عدوی ولا طیرة ویعجبنی الفأل) () فأنه یتفاءل بالاسم الحسن. فعن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام : العین حق، والرَقی حق، والسحر حق، والفال حق، والطیرة لیست بحق، والعدوی لیست بحق وقال الأصمعی: قلت لابن عون: ما الفأل ؟ قال: هو أن تکون مریضاً فتسمع: یا سالم، أو باغیاً فتسمع: یا واجد.

ص: 86

وفی السیرة الحلبیة عن صاحب شفاء الصدور: إن حلیمة قالت: استقبلنی عبد المطلب فقال: من أنت؟ فقلت: أنا امرأة من بنی سعد.قال: ما اسمک؟ قلت: حلیمة، فتبسم عبد المطلب وقال: بخ بخ سعد وحلم، خصلتان فیهما خیر الدهر وعزّ الأبد، یا حلیمة إن عندی غلاماً یتیماً وقد عرضته علی نساء بنی سعد فأبین((1)) أن یقبلن وقلن: ما عند الیتیم من الخیر، إنّما نلتمس الکرامة من الآباء، فهل لک أن ترضعیه؟.

وهکذا أیضا لما انتهی الإمام الحسین علیه السلام إلی کربلاء وأحاطت به خیل عبید الله بن زیاد لعنه الله، قال: ما اسم تلک القریة وأشار إلی العقر فقیل له: اسمها العقر، فقال: نعوذ بالله من العقر، فما اسم هذه الأرض التی نحن فیها ؟ قالوا: کربلاء، قال: أرض کرب وبلاء.((2))

إذن کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بیته (علیهم السلام) یتشاءمون من الأسماء القبیحة کما کانوا یتفاءلون بالأسماء الحسنة، وکانوا یأمرون بالتسمیة بالأسماء الحسنة وینهون عن التسمیة بالأسماء السیئة.

وقد اشتهر عن العربی أنه إذا ولد لهم ولد یخرج فأول شیء یستقبله سماه به، فقد یسمی العربی ابنه بأسماء الوحوش أو الحشرات أو النبات، أو


1- إن روایة رفض المرضعات لارضاع النبی صلی الله علیه وآله وسلم لانه یتیم محل اشکال فیها عندی. لانه ولو کان یتیما الم یکن عمه سید قریش واعمامه من بنی هاشم سادات مکة فکیف یمکن قبول مثل هذا النص؟ !
2- معجم البلدان ص4 ح136 نقلا عن التسمیات ص30.

ص: 87

أنه یسمیه بأسماء مبهمة وقبیحة، لأن أکثر أسماء العرب منقولة عما یدور فی خیالهم، ولو تأملت فی القاموس العربی لوقفت علی أسماء لکثیر من الصحابة دالة علی ما نقول، مثل:

١- الأبرد بن طهرة الطهوی التمیمی، والأبرد: النمر.

٢- الأسفع البکری أو الجرمی، صحابیان، والأسفع: الصقر.

٣- الأسلع الأعرجی، یقال: له صحبة، والأسلع: الأبرص.

٤- البرذع بن زید بن عامر، والبرذع: الحلس الذی یلقی تحت الرحل

٥- بغیض بن شماس بن لأی، وبغیض هو قبال المحبوب.

٦- ثعلبة: مؤنث الثعلب، الحیوان المعروف، وقد تسمی به أکثر من أربعین صحابیاً.

٧ - ثور بن مالک الکندی، والثور: الذکر من البقر.

٨ - جحش بن رئاب الأسدی: والجحش: ولد الحمار

 9- حرقوص بن زهیر السعدی، والحرقوص: دویبة نحو القراد تلصق بالناس.((1))

وعلیه فالأسماء والکنی والألقاب وضعت عند العرب لدوافع مختلفة عندهم. وقد جاء الإسلام لیقوم بعملیة التغییر علی أساس التکامل فی


1- التسمیات للسید علی الشهرستانی ص31.

ص: 88

المجتمع ومنها الابتعاد عن المسمیات التی تؤدی إلی النبز واللمز والحط من صاحبه کما هو معلوم.

فالعادات الجاهلیة کان لها تأثیر حتی علی المسمیات، وإن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم کان یثیر مسألة الاسم والکنیة أو اللقب غیر المرغوب فیه أو الذی لا یتناسب مع هویة المسلم فحاول صلی الله علیه وآله وسلم تغییر الأسماء القبیحة وتهذیبها، وخصوصاً التی تحمل مفاهیم خاطئة، کعبد العزّی، وعبد الکعبة، وعبد الحارث، وعبد شمس ؛ لأن الرسول محمداً صلی الله علیه وآله وسلم بدأ دعوته بمفاهیم وقیم لم یعرفها الجاهلیون، مع أنَّهم کانوا یتصورون بأن ما أتی به الرسول ما هو إلاّ تحکیم لسلطانه، فی حین أن الأمر لم یکن کذلک، بل کان یتعلّق برب العالمین والمقررات الإلهیة.

 وقد ورد عن الحسن البصری أّنه قال: إن الله لیوقف العبد بین یدیه یوم القیامة اسمه أحمد أو محمد، قال: فیقول الله تعالی له: عبدی أما استحییت منّی وأنت تعصینی واسمک اسم حبیبی محمد ؟ فینکس العبد رأسه حیاءً ویقول:اللهم إنّی قد فعلت [ وندمت ]، فیقول الله عزّ وجلّ: یا جبرئیل خذ بید عبدی وأدخله الجنّة فإّنی أستحی أن أعذّب بالنار من اسمه اسم حبیبی ((1))، وفی مستدرک وسائل الشیعة: إن رجلا یؤتی به فی القیامة واسمه محمد، فیقول الله له: ما استحییت أن عصیتنی وأنت سمی حبیبی! وأنا أستحیی أن


1- المصدر نفسه: ص38 نقلا عن المخل إلی مذهب الإمام ابن حنبل ص129.

ص: 89

 أعذّبک وأنت سمی حبیبی((1)). فبالنتیجة إن وضع الأسماء للمسمیات إنما ینبع من اختیار الإنسان للاسم وبحسب ما یتفاعل معه من المسمیات إیجابا أو سلبا ولذا جاء الإسلام لیقوم بثورة تغییربة لیس علی صعید الدولة بجمیع مؤسساتها وإنما حتی علی صعید الأسماء والمسمیات، وذلک لما لها من دلالات مؤثرة علی شخصیة الإنسان والعاقل لا یختار من الأسماء إلا الحسن منها،فقد کان الرسول صلی الله علیه وآله وسلم یؤکد کثیرا علی جمالیة الاسم وارتباطه واشتقاقه عن أسماء الله تعالی وصفاته.


1- نفس المصدر السابق عن الوسائل ج15ح4ص130.

ص: 90

المبحث الأول

اشارة

وفیه مطالب:

الأول: تسمیة الأبناء بالأصحاب

 لقد سمی أهل البیت (علیهم السلام) بعض أبنائهم بأسماء تتشابه مع بعض أسماء الصحابة، فالتبس علی البعض حتی زعم بعض المدافعین عن السیاسة الخاطئة للخلفاء الثلاثة ومواقفهم المعادیة لأهل البیت (علیهم السلام) وأصحابهم (رضوان الله تعالی علیهم) أن هذه التسمیة دلیل علی حسن العلاقة والمودة القائمة والشدیدة وطیبها مع الخلفاء، حتی وصل الأمر بهؤلاء المدعین للدفاع عن الإسلام بتکذیب کل المصادر والنصوص التی أشارت إلی وجود الصراع السیاسی علی السلطة وزحزحة الإمام علی والأئمة (علیهم السلام) من بعدهم عن المقام الذی وضعهم الله تعالی فیه وجاء البعض الآخر لیهدم تراث أهل البیت (علیهم السلام) ویضعفه وینسبه إلی الوضع کل ذلک کی لا تنکشف الحقائق التی ذکروها بلسانهم للخاصة وفی

ص: 91

بعض الأحیان للعامة ومن هذا التراث العریق والکنز الدفین کتاب نهج البلاغة فکذب بعض الجهال نسبة خطب ورسائل وحکم نهج البلاغة للإمام علی علیه السلام، ونسبوه إلی السید الرضی رضی الله عنه، ((1)) واتهموا الشیعة بالکذب والافتراء، مع اهتمام الکثیر من العلماء من أهل الجرح والتعدیل بکلامه والاستشهاد به.

وإذا تحدث شیعة أهل البیت عن حقائق التاریخ الإسلامی قذفوا بأنواع التهم وبأنهم أهل فتنة فی الدین ویریدون تفریق المسلمین وأهم وضاعون للحدیث وأنهم عملاء وأصولهم الاعتقادیة فارسیة أو صفویة کل ذلک لأنهم یقولون الحق ویهذبون التاریخ ویصححونه ویکشفون حقائقه للناس وللمتطلعین لإسلام نقی من التحریف والوضع ولیس لأجل الفتنة والفرقة کما یزعم البعض..

فالحقیقة: أن هؤلاء یحاولون التدلیس علی المسلمین بإخفاء حقائق التاریخ، وکی لا ینکشف الظالم من المظلوم فتنقلب الأمة الإسلامیة ضدهم ویرجعون إلی صواب الحق والحقیقة، وهی أن أهل بیت النبوة قد ظلموا من قبل بعض أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد وفاته وأمام صمت الرأی العام للمسلمین وللأسف الشدید، واشتد الظلم علیهم بعد أن


1- راجع کتاب مع المشککین فی نهج البلاغة عادل حسن الاسدی. ومصادر نهج البلاغة للشیخ هادی آل کاشف الغطاء ومسند نهج البلاغة للسید محمد جواد الحسینی الجلالی.

ص: 92

تسلم القوم حکم البلاد باسم الإسلام، ویأتی المتأخرون ممن یحسبون أنفسهم علی العلم والعلماء ولیسوا منهم، محاولین تکذیب التاریخ من اجل إبقاء الأمة الإسلامیة علی ضلالتها وانحرافها عن الصراط المستقیم.

 ولذلک یحاول خلفهم من المدلسین التمسک بأدلة واهیة وضعیفة فی إثبات عدم وجود خلاف واخطاء مرتکبة عن عمد أو غیره منهم.

ومن أدلتهم الضعیفة والواهیة علی عدم وجود خلاف بینهم وبین أهل بیت العصمة (علیهم السلام)، أن أهل بیت النبوة قد سموا بعض أبنائهم بأسماء الخلفاء، وبالخصوص الإمام علی علیه السلام، فزعموا عمدا لا متوهمین انه علیه السلام قد سمی بعض أبنائه علی أسماء الخلفاء وانها دلیل علی محبته علیه السلام لهم وعدم وجود الخلاف بینهم !! وهذا دلیل ضعیف لا یصدر من عُلِیم لا عالم. وللإجابة علی هذا الزعم الباطل نقول بعون الله تعالی ما یلی:

الجواب:

المعروف أن عثمان بن علی الشهید بکربلاء هو من ولد فاطمة بنت حزام الکلابیة المعروفة بأم البنین، وهو أخو قمر بنی هاشم أبی الفضل العباس علیه السلام، وأبو بکر الشهید بکربلاء هو من ولد لیلی بنت مسعود الدارمیة، وقد أکد الشیخ المفید رضی الله عنه فی الإرشاد: أن أبا بکر هی کنیته لا اسمه.أما اسمه فهو محمد الأصغر. وأما عمر بن علی فأمه أم حبیبة

ص: 93

بنت ربیعة.((1)) فهل یوجد أی دلیل علی أن التسمیة کانت بالترتیب لیوافق ترتیب الخلفاء، لو قبلنا أن اسم محمد الأصغر ابن أمیر المؤمنین علیه السلام هو أبو بکر، إلا أنها کنیة وقد وضعت من قبل المؤرخین ولم تکن معروفة فی عصره ولم یکنَّ بها کما ذکرنا فی الفصل الأول عند الحدیث عن الکنیة، فراجع. کما وقد وضح لنا الإمام علی علیه السلام سبب تسمیة ولده بعثمان قال علیه السلام: إنما سمیته باسم أخی عثمان بن مظعون.((2)) فهذا تصریح واضح لسبب التسمیة وأن التسمیة لم تکن لأجل شخص آخر.

الثانی: استعمال کنیة أبی بکر قبل الإسلام

لم تکن کنیة أبی بکر حجرا علی الخلیفة الأول أبی بکر بن أبی قحافة، وإنما کان الکثیر من العرب قبل الإسلام وبعده قد تکنی بذلک وأما من سمی بذلک قبل الإسلام فأمثال:

 أبو بکر الحضرمی وأبو بکر الانباری وأبو بکر الوراق (احمد بن عبد الله بن احمد بن جلین الدوری) وأبو بکر الجعابی (محمد بن عمر بن سلم بن البراء بن سبرة) ولاحظ اسم أبیه عمر وأبو بکر(احمد بن کامل بن خلف بن شجرة) وأبو بکر التمیمی الیربوعی (عباد بن صهیب) وأبو بکر الضریر (محمد بن عیسی بن هارون( وأبو بکر الرازی (محمد بن خلف (وأبو بکر


1- الإرشاد للشیخ المفید ج1ص354.
2- مقاتل الطالبیین لأبی الفرج الإصفهانی ص 55.

ص: 94

الرازی محمد بن یوسف وأبو بکر محمد بن القاسم وأبو بکر الکاتب المعروف بابن أبی الثلج البغدادی محمد بن احمد بن محمد وأبو بکر النحوی المؤدب محمد بن جعفر بن محدم بن عبد الله وأبو بکر محمد بن احمد بن یعقوب بن شیبة وأبو بکر عیسی بن عبد الله القمی وأبو بکر الحضرمی عبد الله بن محمد وأبو بکر الفهفکی ابن أبی طیفور المتطبب وأبو بکر العنابی وأبو بکر احمد بن منصور وأبو بکر السنسنی احمد بن إبراهیم وأبو بکر کومان المدنی محمد بن إسحاق بن یسار.

فالنتیجة لا دلیل علی أن التسمیة کانت لأجل المحبة والتعظیم لأحد من هؤلاء، لأن التاریخ ینقل وجود أفراد کانوا بنفس أسمائهما کما ذکرنا بل الکراهة ثابتة.

کما أنَّ هذه الأسماء- اعنی الخصوم- ومنهم بنو أمیة أمثال رأس الشیطان معاویة بن أبی سفیان کان موجودا حتی فی الثقات من أصحاب الأئمة علیهم السلام أمثال معاویة ویزید مثل: معاویة بن عمار((1)) ومعاویة بن


1- معاویة بن عمار بن أبی معاویة: خباب بن عبد الله الدهنی بضم الدال المهملة وإسکان الهاء وفتحها والنون قبل الیاء مولاهم کوفی ودهن من بجیلة وهو دهن بن معاویة بن أسلم بن خمس بن الغوث بن أنمار کان وجها فی أصحابنا ومتقدما کبیر الشأن عظیم المحل ثقة، وکان أبوه عمار ثقة فی العامة وجها یکنی أبا معاویة، وروی معاویة عن أبی عبد الله علیه السلام وأبی الحسن موسی علیه السلام ومات سنة خمس وسبعین ومائة. قال الکشی إنه کان یبیع السابری وعاش مائة وخمسا وسبعین سنة. وقال علی بن أحمد العقیقی لم یکن معاویة بن عمار بمستقیم، کان ضعیف العقل مأمونا فی حدیثه. خلاصة الأقوال للعلامة الحلی ص167.

ص: 95

وهب((1)) ویزید بن سلیط((2))، ولم نسمع أن الأئمة علیهم السلام نهوا عن التسمیة بتلک الأسماء. نعم ورد النهی علی نحو الکراهة التسمیة بخالد وحارث ومالک وحکیم والحکم وضریس وحرب وظالم وضرار ومرة. فقد روی الکلینی بسنده عن حمّاد بن عثمان، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم دعا بصحیفة حین حضره الموتُ یریدُ أنْ ینهی عن أسماء یتسمی بها، فقُبِضَ ولم یُسمها، منها: الحکم وحکیم وخالد ومالک، وذکر أنها ستة أو سبعة مما لا یجوز أن یتسمی بها. وعنه أیضا بسنده عن محمد بن مسلم، عن أبی جعفر علیه السلام قال: إنَّ أبغضَ الأسماءِ إلی الله حارث ومالک.((3))


1- معاویة بن وهب البجلی: أبو الحسن عربی صمیم ثقة صحیح حسن الطریقة روی عن أبی عبد الله وأبی الحسن علیهما السلام. المصدر نفسه.
2- یزید بن سلیط الزیدی: من أصحاب الکاظم علیه السلام له حدیث طویل. ویزید بن خلیفة الحارثی: من أصحاب الکاظم علیه السلام واقفی روی الکشی عن محمد بن عیسی عن النضر بن سوید رفعه إلی أبی عبد الله علیه السلام أنه یحسب بالحارث بن کعب وهذا الطریق غیر متصل ومع ذلک فلا یوجب التعدیل. ویزید الصائغ: بالغین المعجمة قال الکشی ذکر الفضل فی بعض کتبه الکذابین المشهورون أبا الخطاب ویونس بن ظبیان ویزید الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمینة أشهرهم. نفس المصدر ص266.
3- وسائل الشیعة ج21ص328ب28ح1-2.

ص: 96

کما ویُستحبُ التسمیةُ بما فیه عبودیة الله مثل عبد الله وعبد الرحمن، والتسمیة بأسماء الأنبیاء وبالخصوص اسم نبینا محمد صلی الله علیه وآله وسلم واسم الإمام علی علیه السلام وأسماء الأئمة علیه السلام، فقد روی الکلینی فی الکافی عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن ابن فضال، عن أبی إسحاق ثعلبة بن میمون، عن رجل قد سماه، عن أبی جعفر علیه السلام قال: أصدق الأسماء ما سمی بالعبودیة وأفضلها أسماء الأنبیاء.

وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، بسنده عن أبی عبد الله علیه السلام قال: حدثنی أبی عن جدی قال: قال أمیرُ المؤمنین علیه السلام: سموا أولادکم قبل أن یولدوا فإن لم تدروا أذکر أم أُنثی فسموهم بالأسماء التی تکون للذکر والأنثی فإن أسقاطَکم إذا لقوکم یوم القیامة ولم تُسموهم یقولُ السِقطُ لأبیه: ألا سمیتنی؟ وقد سمی رسول الله صلی الله علیه وآله مُحسناً قبل أنْ یُولد، وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن حمد بن خالد، بسنده عن أبی الحسن علیه السلام قال: أول ما یبر الرجل ولده أن یسمیه باسمٍ حَسنٍ، فلیُحسنْ أحدُکم اسمَ ولدِهِ.

وعن أحمد بن محمد، بسنده عن أبی عبد الله علیه السلام قال: لا یُولدُ لنا ولدٌ إلا سمیناه محمداً فإذا مضی (لنا) سبعةُ أیام فإنْ شئنا غیرنا وإن شئنا ترکنا. ((1))


1- فروع الکافی ج6 ص19 رقم 10488 1 و9 1048 2 و10490 - 3 و41049.

ص: 97

ونکتفی بهذا القدر من إبطال ما یدعیه البعض من أن الإمام علیاً علیه السلام سمی أسماء أبنائه بهم، وقد بینا أن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام له موقفٌ علیهم، بل انه علیه السلام کان یکره محضر عمر فی داره أو فی مکان آخر، فکیف یسمی ولده بأسماء من یکره حضورهم فأین المودة التی یدعیها البعض، ((1)) ولو فرضنا وتنزلنا وقبلنا انه علیه السلام سمی أبناءه حبا بالخلفاء لیثبت عدم وجود خلاف بینه وبینهم، وأن بینهم مودة ورحمة، إذا فلماذا لم یسمِ بعضُ الأصحابِ والخلفاءُ مِنْ قَبُلِهِ ومِنْ بعده أسماء أبنائهم بأسماء الإمام علی وولده (علیهم السلام) ؟

الجواب واضح جدا: البغض والحسد لآل البیت (علیهم السلام). ولا نقول جمیع الأصحاب، نعم هناک من سمی أبناءه بأسماء أهل البیت (علیهم السلام) لکن مع حذرٍ وخوفٍ شدیدین من السلطان أو عتب من الأقران.

ولو تجاوزنا ما فات فإن هناک أشخاصا آخرین بین الصحابة باسم أبی بکر وعمر وعثمان، فما الدلیل علی أن أمیر المؤمنین علیه السلام أراد خصوص الخلفاء الثلاثة من جهة حبه لهم؟ !فقد نقل ابن الأثیر فی باب الکنی عن کتاب (أُسدُ الغابة) عن الحافظ أبی مسعود أن هناک صحابیا آخر اسمه أبو بکر. هذا لو سلمنا بأن اسم الخلیفة الأول هو (أبو بکر).


1- صحیح البخاری ص766ح4341 بتحقیق محمود محمد محمود نصار ط دار الکتب العلمیة. روایة فاطمة علیه السلام فی فدک ودفنها سرا لیلا.

ص: 98

الثالث: حقیقة اسم الخلیفة أبی بکر والتسمیة به

أما بخصوص أبی بکر ابن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فلم یُعلمْ أنَّ هذا هو اسمه، فقد أکد الشیخُ المفیدُ رضی الله عنه: أن أبا بکر کنیته، لا اسمه أما اسمه فهو محمد الأصغر. ((1)) کما انه لم یُعلمْ أنَّ اسم الخلیفة الأول هو أبو بکر، فقد قال ابن الأثیر بعد أن عنونه باسم عبد الله بن عثمان أبو بکر الصدیق قال: وقد أُختُلِفَ فی اسمه، فقیل: کان عبد الکعبة فسماه رسول الله (صلی الله علیه وآله) عبد الله. وقیل: إن أهله سموه عبد الله. ویقال له عتیق أیضا".((2)) والتراجم قد نقلت لنا مَنْ تکنی بأبی بکر غیر ابن أبی قُحافة وهم کُثر أمثال: أبو بکر بن شعوب اللیثی واسمه شداد((3)) وأبو بکر عبد الله بن الزبیر.((4))


1- فی الإرشاد ص186.
2- أسد الغابة ج3 ص315 ط دار إحیاء التراث – بیروت، الطبعة الأولی 1996م بتصحیح: عادل أحمد الرفاعی.
3-  أبو بکر بن شعوب اللیثی اسمه شداد وقیل الأسود وقیل هو شداد بن الأسود وأما شعوب فهی أمه باتفاق وهو الذی یقول فیه أبو سفیان بن حرب لما دافع عنه یوم أحد ولو شئت نجتنی کمیت طمرة ولم أحمل النعماء لابن شعوب وله أخ اسمه جعونة تقدم فی الجیم وحکی الجرمی فی النوادر المجموعة ومن خطه نقلت بسند صحیح عن أبی عبیدة فیمن کان ینسب الی أمه أبو بکر بن شعوب نسب الی أمه وأبوه هو من بنی لیث بن بکر بن کنانة. الاصابة فی تمییز الصحابة ص رقم (9625).
4- عبد الله بن الزبیر هو عبد الله بن الزبیر بن العوام بن خویلد الأسدی القرشی (2 ه_- 73ه_)، وأبوه الصحابی الزبیر بن العوام. وأمه أسماء بنت أبی بکر الصدیق، وکنیته أبو بکر وأبو خبیب. أبوه: الزبیر بن العوام والزبیر هو حواری رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. نشأته:ولد ابن الزبیر فی قباء فی السنة الثانیة من الهجرة وهو أول مولود من المهاجرین فی المدینة. یعد من صغار الصحابة. وکان فارس قریش فی زمانه، شهد معرکة الیرموک وهو مراهق، کما شهد فتح أفریقیا والمغرب وغزو القسطنطینیة، ویوم الجمل مع خالته السیدة عائشة وکان یضرب المثل بشجاعته. أقول فلما بلغه حضور الحسین للمدینة کره ذلک لرغبته بالخلافة والولایة بها ولما خرج الحسین علیه السلام من المدینة فرح بذلک لخلو الجو له وتظاهر بالنصح للإمام علیه السلام وأراد منعه من الخروج وقال له الإمام علیه السلام إنی اکره ان استبیح الکعبة بدمی او اهتک حرمتها وهذا الکلام تعریض به واشعاره بانه هو من سیهتک حرمة الکعبة ووقع ما اخبره به علیه السلام. قال وبعد مقتل الإمام الحسین، خطب بالناس وجهر بعدائه للأمویین. فبایعه الناس الا بنو هاشم ومنهم عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفیة فجمعهم وحاصرهم فی مکان وجمع الحطب لحرقهم ان لم یبایعوا فانقذهم المختار وجماعة من انصار بنی هاشم منه. ثم أمر یزید والیه علی المدینة عمرو بن سعید الأشدق بتجهیز جیش لمحاربة عبد الله بن الزبیر، فأرسل الأشدق جیشاً تصدی له ابن الزبیر وأنصاره وهزموه، ودان الحجاز لابن الزبیر فبویع بالخلافة سنة 64 ه_ فی الحجاز والیمن ومصر والعراق وخراسان وأکثر الشام، وبعث عماله إلی هذه البلاد، وبقی مرکز الخلافة فی دمشق وبعض بلاد الشام تحت سیطرة الأمویین، ولما آلت الخلافة الأمویة إلی عبد الملک بن مروان جهز له جیشاً بقیادة الحجاج بن یوسف الثقفی فحاصره وضیق علیه واستمال عدداً کبیراً من رجاله، فاعتصم ابن الزبیر بالمسجد الحرام ولکن الحجاج ضربه بالمنجنیق وأصاب الکعبة وهدم بعض أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل أمیر المؤمنین ابن الزبیر وکان ذلک فی شهر جمادی الأولی سنة 73ه_ وعمره بضع وسبعون سنة. ودانت بموته البلاد الإسلامیة لحکم الأمویین. اعلام النبلاء للذهبی ج ص والکامل لابن الاثیر ج4ص99.

ص: 99

ص: 100

ویمکن مراجعة کتب التاریخ ومعاجم الصحابة وتراجمهم کطبقات ابن سعد وأسد الغابة والإصابة فی معرفة الصحابة وغیرها لنری أکانت هذه الأسماء حِکرا علی الخُلفاءِ أم أنها مشهورة معروفة ولنذکر بعض هذه الأسماء .

 أما التسمیة بأبی بکر فأولاً: لم یعلم أن أبا بکر هو اسمه المعین والمختص به فقد ذکر ابن الأثیر بعد أن عنونه باسم عبد الله بن عثمان أبو بکر الصدیق: وقد اختلف فی اسمه، فقیل: کان عبد الکعبة، فسماه رسول الله (ص) عبد الله ((1)). وقیل: إن أهله سموه عبد الله. ویقال له عتیق أیضاً((2)).

وأما أبو بکر بن علی رضی الله عنه شهید کربلاء فاسمه محمد الأصغر، وقد أکد الشیخ المفید فی الإرشاد أن أبا بکر هی کنیته لا اسمه.((3))

وعلی هذا فلا دلیل علی أن هذه الکنیة لمحمد الأصغر من اجل الخلیفة تیمنا به وإظهارا لحبه علیه السلام له. وقد یکون الغرض تیمنا بشخص آخر کنیته أبو بکر، ثم إن الإمام علیاً علیه السلام کان ینادیه


1- تاریخ الخمیس ج2ص199.
2- التنبیه والأشراف للمسعودی ص247.
3- -الإرشاد للمفید ج1ص354.

ص: 101

بمحمد الأصغر ویحتمل أن أمه کانت تکنیه بأبی بکر، وقد یکون لأجل واحد من المسمیات التی کانت شائعة فی ذلک الوقت وهو غیر محصور بالخلیفة الأول کما سنبین،، هذا کله إن تنزلنا وقلنا أن الواضع لها هو الإمام علیه السلام، وإلا فالدلیل خلاف ذلک کما أثبتناه فراجع.

ویحتمل أنّه حصل بین المؤرخین اختلاط فی التسمیة مع ابن الإمام الحسن علیه السلام شهید کربلاء والمکنی بأبی بکر، یقول العلامة الشهرستانی: وأما ما قالوه من وجود اسم (أبی بکر) بین ولد الإمام علی فهو غیر صحیح، فهو کنیة ولیس باسم، فقد یکون هو کنیة لابن الحسن بن علی فسقط الحسن أو اسقط فقالوا أبو بکر بن علی، أو هو لأحد ولد عبد الله بن جعفر المتزوج بلیلی النهشلیة بعد استشهاد الإمام علی ((1)).وقد یکون الأمر شیئا آخر وهو أن یکون للإمام ابن اسمه محمد أو عبد الله من لیلی النهشلیة الدارمیة، وکان هذا یکنّی بأبی بکر، والمؤرخون والنسابة عرُفوه بهذه الکنیة کی یمیزوه عن أخویه عبد الله ابن أم البنین الکلابیة، ومحمد الأصغر ابن أم ولد ؛ الشهیدین فی واقعة کربلاء، وهناک احتمالات أخری.

وقال الشهرستانی: ومن المؤسف أن المؤرخین وأصحاب المقاتل غَیروا کنیة محمد أو عبد الله من أبی بکر وجعلوه اسماً له لظروف ارتأوها، فسموا مَنْ قُتِلَ فی کربلاء بأبی بکر بن علی کی یکملوا أسماء الخلفاء


1- التسمیات للعلامة السید علی الشهرستاتی ص393.

ص: 102

الثلاثة بین ولد علی، ویعنون بذلک المسمی بعبد الله أو محمد ابن لیلی النهشلیة الدارمیة.

فقد یکون هذا هو الذی وقع ذکْره فی زیارة الناحیة (الرجبیة) إذ فیها:(السلام علی محمد ابن أمیر المؤمنین، قتیل الأبانی الدارمی لعنه الله وضاعف علیه العذاب الألیم، وصلّی الله علیک یا محمد وعلی أهل بیتک الصابرین) ((1))، وقد یکون هذا السلام وقع علی أخیه الذی هو ابن أم ولد ولیس علیه، کما فی بعض النصوص.


1- -الإقبال لابن طاوس ج3ص57، وبحار الأنوار ج٤٥ص65.

ص: 103

المبحث الثانی

اشارة

وفیه مطالب:

الأول: کثرة اسم عمر فی العرب

وفی قضیة التسمیة باسم عمر فقد نقل ابن الأثیر فی أسد الغابة ((1)) وابن سعد فی طبقاته ((2)): أن هناک ثلاثة وعشرین صحابیاً باسم عمر سوی عمر بن الخطاب. ومنهم عمر بن أبی سلمة القرشی. ((3))


1- المصدر نفسه.
2- طبقات ابن سعد ج3- 4- 5- 6-7.
3- عمر بن أبی سلمة القرشی: عمر بن أبی سلمة ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، أبو حفص القرشی المخزومی المدنی الحبشی المولد. ولد قبل الهجرة بسنتین أو أکثر فإن أباه توفی فی سنة ثلاث من الهجرة، وخلف أربعة أولاد، هذا أکبرهم وهم: عمر، وسلمة، وزینب، ودرة. کان النبی عمه من الرضاع ثم کان عمر هو الذی زوج أمه بالنبی وهو صبی. ثم إنه فی حیاة النبی تزوج وقد احتلم، وکبر، فسأل عن القبلة للصائم فبطل ما نقله أبو عمر فی "الاستیعاب" من أن مولده بأرض الحبشة سنة اثنتین ثم إنه کان فی سنة اثنتین أبواه - بل وسنة إحدی - بالمدینة، وشهد أبوه بدرا. فأنی یکون مولده فی الحبشة فی سنة اثنتین؟ بل ولد قبل ذلک بکثیر. وروی عن ابن الزبیر قال: عمر أکبر منی بسنتین. علمه النبی إذ صار ربیبه أدب الأکل، وقال: یا بنی! ادن، وسم الله، وکل بیمینک، وکل مما یلیک وحفظ ذلک وغیره عن النبی. وحدث أیضا عن أمه. روی عنه: سعید بن المسیب، وعروة، ووهب بن کیسان، وقدامة بن إبراهیم، وثابت البنانی، وأبو وجزة یزید بن عبید السعدی، وابنه محمد بن عمر، وغیرهم. وقیل: طلب علی من أم سلمة أن تسیر معه نوبة الجمل، فبعثت معه ابنها عمر. طال عمره وصار شیخ بنی مخزوم. قال محمد بن سعد: توفی فی خلافة عبد الملک بن مروان. ونقل ابن الأثیر: أن موته کان فی سنة ثلاث وثمانین.

ص: 104

فنحن ندعی أن أمیر المؤمنین علیه السلام سمی اسمه حبا فی ربیب رسول الله وتکریما لام سلمة رضی الله عنه لا غیر. ثم إن الکثیر من الصحابة کان اسمهم عمر کعمر الیمانی وعمر بن الحکم السلمی وعمر بن سراقة ممن شهد بدراً وعمر بن سعد أبو کبشة الانماری وعمر بن سفیان بن عبد الأسد ممن هاجر إلی الحبشة وعمر بن عمیر بن عدی الأنصاری وعمر بن عوف النخعی وعمر بن یزید الکعبی وعمر بن عمرو اللیثی وعمر بن منسوب وعمر ابن لاحق وعمر بن مالک وعمر بن مالک القرشی الزهری ابن عم والد سعد بن أبی وقاص وعمر بن معاویة الغاضری وعمر الأسلمی وعمر بن أبی سلمة ربیب النبی «صلی الله علیه وآله وسلّم» أمه أم سلمة وعمر الخثعمی. ((1))


1- طبقات ابن سعدج3-5-6-7.

ص: 105

وعجیب ممن یقول کانت التسمیة لأجل المودة بینهما ولا أدری ایَّ مودة یتشدقون بها ویزعمون وجودها إلا لدحض حجة الشیعة بما أثبتوه من أدلة تکشفُ حقیقةَ المؤامرة التی حِیکت ضد الإمام علی علیه السلام وولده لإخفاء اسمه وحقه، والحقیقة أنه لم تکن هناک مودةٌ بین الإمام علی علیه السلام وعمر وأمثاله، نعم کانت مصلحةُ الإسلام تقتضی السیاسة،((1)) ومما


1- قد یتحدث البعض بقوله اذا کان علی صاحب الحق فی الخلافة فلماذا سکت واین هی المصلحة من استعماله سیاسة الصمت بدل القتال والمعارضة کما فعل ولده الامام الحسین علیه السلام ؟ الجواب: ان الامام علیاً علیه السلام قد بین ذلک فی خطبته الشقشقیة بقوله علیه السلام : أمَا واللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبی قحافة وَإِنَّهُ لَیَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّی مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَی یَنْحَدِرُ عَنِّی السَّیْلُ ولَا یَرْقَی إِلَیَّ الطَّیْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وطَوَیْتُ عَنْهَا کَشْحاً وطَفِقْتُ أَرْتَئِی بَیْنَ أَنْ أَصُولَ بِیَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَی طَخْیَةٍ عَمْیَاءَ یَهْرَمُ فِیهَا الْکَبِیرُ ویَشِیبُ فِیهَا الصَّغِیرُ ویَکْدَحُ فِیهَا مُؤْمِنٌ حَتَّی یَلْقَی رَبَّهُ فَرَأَیْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَی هَاتَا أَحْجَی فَصَبَرْتُ وفِی الْعَیْنِ قَذًی وفِی الْحَلْقِ شَجًا أَرَی تُرَاثِی نَهْباً حَتَّی مَضَی الْأَوَّلُ لِسَبِیلِهِ فَأَدْلَی بِهَا إِلَی ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَی شَتَّانَ مَا یَوْمِی عَلَی کُورِهَا ویَوْمُ حَیَّانَ أَخِی جَابِرِ َیَا عَجَباً بَیْنمَا هُوَ یَسْتَقِیلُهَا فِی حَیَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَیْهَا فَصَیَّرَهَا فِی حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ یَغْلُظُ کَلْمُهَا ویَخْشُنُ مَسُّهَا ویَکْثُرُ الْعِثَارُ فِیهَا والِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا کَرَاکِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِیَ النَّاسُ لعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وشِمَاسٍ وتَلَوُّنٍ واعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَی طُولِ الْمُدَّةِ وشِدَّةِ الْمِحْنَِة حَتَّی إِذَا مَضَی لِسَبِیلِهِ جَعَلَهَا فِی جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّی أَحَدُهُمْ فَیَا لَلَّهِ ولِلشُّورَی مَتَی اعْتَرَضَ الرَّیْبُ فِیَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّی صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَی هَذِهِ النَّظَائِرِ لَکِنِّی أَسْفَفْتُ إِذْأَسَفُّوا وطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ ومَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وهَنٍ إِلَی أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَیْهِ بَیْنَ نَثِیلِهِ ومُعْتَلَفِهِ وقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِیهِ یَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِیعِ إِلَی أَنِ انْتَکَثَ عَلَیْهِ فَتْلُهُ وأَجْهَزَ عَلَیْهِ عَمَلُهُ وکَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِی إِلَّا والنَّاسُ کَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَیَّ یَنْثَالُونَ عَلَیَّ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ حَتَّی لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وشُقَّ عِطْفَایَ مُجْتَمِعِینَ حَوْلِی کَرَبِیضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَکَثَتْ طَائِفَةٌ ومَرَقَتْ أُخْرَی وقَسَطَ آخَرُونَ کَأَنَّهُمْ لَمْ یَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ تِلْکَ الدَّارُالْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ ولا فَساداً والْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ بَلَی واللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا ووَعَوْهَا ولَکِنَّهُمْ حَلِیَتِ الدُّنْیَا فِی أَعْیُنِهِمْ ورَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا والَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِیَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ومَاأَخَذَ اللَّهُ عََلی الْعُلَمَاءِ أَلَّا یُقَارُّوا عَلَی کِظَّةِ ظَالِمٍ ولَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَیْتُ حَبْلَهَا عَلَی غَارِبِهَا ولَسَقَیْتُ آخِرَهَا بِکَأْسِ أَوَّلِهَا ولَأَلْفَیْتُمْ دُنْیَاکُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِی مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ قَالُوا وقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَاوَلَهُ کِتَاباً قِیلَ إِنَّ فِیهِ مَسَائِلَ کَانَ یُرِیدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ یَنْظُرُ فِیهِ (فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ) َقالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُکَ مِنْ حَیْثُ أَفْضَیْتَ فَقَالَ هَیْهَاتَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْکَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَی کَلَامٍ قَطُّ کَأَسَفِی عَلَی هَذَا الْکَلَامِ أَلَّا یَکُونَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع بَلَغَ مِنْهُ حَیْثُ أَرَادَ. فراجع نهج البلاغة وشرحها.

ص: 106

یدل علی کراهیة الإمام لهذا الرجل مارواه البخاری فی صحیحه: انه علیه السلام کان یکره محضر عمر فی داره أو فی مکان آخر.((1))

فکیف یسمی ولده بأسماء من یکره حضورهم، إذن فهذه الأسماء کانت منتشرة ومشهورة ولیست منحصرة علی بعض الناس والأفراد. ومجرد تسمیة الإمام علیه السلام لبعض أولاده بهذا الاسم لا یدل علی المحبة


1- البخاری ص766ح4341 بتحقیق محمود محمد محمود نصار ط دار الکتب العلمیة.

ص: 107

المدعاة والمودة المزعومة وخصوصا بعد أن ثبت انتشاره تاریخیا والنص علی کراهة هذا الاسم.

وأما من تسمی باسم عمر فأمثال:

عمر بن حفص الکوفی بیاع اللؤلؤ وعمر بن حفص بن غیاث وعمر بن شبیب وعمر بن شجرة وعمر بن شداد الازدی وعمر بن شداد الکوفی وعمر ابن شهاب وعمر بن طرخان وعمر بن عاصم الازدی وعمر بن عاصم الکوفی وعمر بن عبد الله الازدی وعمر بن عبد الله الکوفی وعمر بن عبد الله الثقفی وعمر بن عثمان وعمر بن عجلان وعمر بن عطاء وعمر بن عطاف وعمر بن عکرمة وعمر بن علی بن عمر وعمر بن علی بن یزید وعمر بن حفص الکلبی وعمر بن حنظلة العجلی وعمر بن خالد الافرق وعمر بن خالد المخزومی وعمر بن سختة الکندی وعمر بن سعد وعمر بن الخطاب بن الهیثم الکوفی وعمر بن خلید الکوفی وعمر بن خلیفة الخثعمی الکوفی وعمر بن سعید بن مسروق. ((1))

الثانی: دور عمر بن الخطاب فی تغییر الأسماء

 لقد کان للخلیفة عمر بن الخطاب دور بارز فی التدخل لتغییر أسماء بعض الصحابة وأبنائهم بل منع من التسمیة بأسماء الأنبیاء ونهی الخلیفة عمر ابن الخطاب الناسَ عن التسمیة باسم (محمد) فقد ورد: (أن عمر کتب إلی أهل الکوفة: لا


1- طبقات ابن سعد م الفهرست 9 ص268 والتسمیات للسید الشهرستانی ص98.

ص: 108

تسموا أحداً باسم نبی، وأمر جماعةً بالمدینة بتغییر أسماء أبنائهم المسمین ب_(محمد) حتی ذُکِرَ له جماعةٌ من الصحابة أنه أذن لهم فی ذلک فترکهم). ((1)) ولا یمکن تبریر هذا التغییر او المنع من التسمیة باسم محمد صلی الله علیه وآله وسلم علی الإطلاق وإنْ بُرر بما لا یُعقل.

وأما بخصوص عمر ابن أمیر المؤمنین علیه السلام فقد ذکر الذهبی: أن الذی جعل هذا الاسم لصیقا به فی أوساط عامة الناس هو عمر بن الخطاب، فقد سماه باسمه عندما ولد فی أیام خلافته ((2)) ومن المعلوم أن موقع عمر بن الخطاب کخلیفة بیده الحکم یسمح له بجعل الاسم الجدید هو المنتشر علی ألسن الناس، وأما اسمه الحقیقی فلا یُعلم ما هو بالضبط.

وهناک شواهد أخری تُثبت أن عُمرَ قد غیر أسماء بعض الأشخاص غیر ابن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام، مثلا نقل ابن حجر:وروی ابن سعد بإسناد صحیح إلی نافع قال: (کان اسم کثیر بن الصلت قلیلا فسماه عمر کثیرا((3)). (وذکر ابن السنی: طحیل بن رباح أخو بلال بن رباح وقد سماه عمر خالد بن رباح".((4))


1- راجع (عمدة القاری، وتحفة الاحوذی، وفیض القدیر وغیرها من کتب الحدیث عند السنة).
2- فی سیر أعلام النبلاء ج4 ص134.
3- فی فتح الباری ج2 ص374 وراجع أیضا الطبقات الکبری ج5 ص14، وتاریخ مدینة دمشق ج50 ص35 و36، وعون المعبود ج4 ص3، وتهذیب التهذیب ج8 ص375.
4- المصنف لابن عبد الرزاق الصنعانی ج1 ص61 الهامش3.

ص: 109

وذکر ابن سعد بسنده عن محمد بن المنتشر قال: کان اسم أبی مسروق: الأجدع، فسماه عمر عبد الرحمن".((1))

وکذلک یستفاد من تاریخ عمر بن الخطاب أنه غیر أسماء مجموعة من الأشخاص من الذین کانوا علی أسماء الأنبیاء!!! وقد یکون عمر ابن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام أحدهم.فقد نقل ابن الأثیر فی ترجمة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغیرة المخزومی ما یأتی: (ونشأ عبد الرحمن فی حجر عمر، وکان اسمه إبراهیم فغیر عمر اسمه لما غیر أسماء من تسمی بالأنبیاء وسماه عبد الرحمن). ((2))

الثالث: التسمیة بعثمان فی العرب

ولم یکن اسم عثمان مختصا بعثمان بن عفان فهذه أسماء بعض الصحابة ممن کان اسمهم عثمان بن عثمان بن أبی الجهم الأسلمی وعثمان ابن حکیم وعثمان بن حمید وعثمان بن حنیف وعثمان بن ربیعة بن اهبان هاجر إلی الحبشة وعثمان بن ربیعة الثقفی وعثمان بن سعید بن أحمر الأنصاری وعثمان بن شماس المخزومی وعثمان بن طلحة بن أبی طلحة وعثمان بن أبی العاص وعثمان بن عمار والد أبی بکر وعثمان بن عبد غنم الفهری هاجر إلی الحبشة وعثمان بن عبید الله التمیمی وعثمان بن عثمان


1- فی الطبقات الکبری ج6 ص76.
2- المصدر نفسه.

ص: 110

 الثقفی وعثمان بن عمرو شهد بدرا وإضافة إلی عثمان بن مظعون، ((1))


1- -عثمان بن مظعون: رغم أن الجاهلیة کانت عصر تفسخ للقیم کان عثمان یحرم الخمر علی نفسه من قبل الإسلام. ثم اسلم بعد ثلاثة عشر رجلا. عذبته قریش وحین أذن الله بالهجرة هاجر إلی الحبشة سرا من قریش وکان امیر جماعة المهاجرین إلی النجاشی. حین أشیع الخبر الکاذب بإسلام قریش رجع مع من رجع إلی مکة وباکتشافهم الکذبة دخل کل مسلم بجوار أحد زعماء قریش. ودخل عثمان بجوار الولید بن المغیرة. شارک فی غزوة بدر. نزلت عدة آیات فیه وکان کثیر الاجتهاد فی العبادة حتی ان زوجته اشتکت منه فعاتبه الرسول. وفاته:کان أول من مات بالمدینة من المهاجرین. وأول من دفن بالبقیع. قال الرسول فیه: رحمک الله یا عثمان ما أصبت من الدنیا ولا أصابت منک شیئا. أهم ملامح شخصیته: 1_ صدق إسلامه وطاعته لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأدائه للعبادات لیلاً ونهاراً. . قال سعد بن أبی وقاص: رد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم التبتل علی عثمان بن مظعون ولو أذن له لأختصین. وکان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة وقد کان هو وعلی بن أبی طالب وأبو ذر هموا أن یختصوا ویتبتلوا فنهاهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن ذلک. ونزلت فیهم: " لیس علی الذین آمنوا وعملوا الصالحات جناح فیما طعموا. . . " الآیة المائدة. 2_ شدة حیائه. أتی عثمان بن مظعون النبی صلی الله علیه وآله وسلم فقال: (یا رسول الله إنّی لا أحبّ أن تری امرأتی عورتی)...قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم :(ولِمَ؟)... قال: (أستحیی من ذلک وأکرهه)... قال صلی الله علیه وآله وسلم : (إنّ الله جعلها لک لباساً، وجعلک لها لباساً، وأهلی یرون عورتی، وأنا أری ذلک منهم)، فلمّا أدبر قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : (إنّ ابن مظعون لَحَییٌّ سِتّیرٌ). بعض المواقف من حیاته مع الرسول صلی الله علیه وآله وسلم _ یقول أبو بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون علی نساء النبی - صلی الله علیه وآله وسلم - فرأینها سیئة الهیئة، فقلن له: ما لک؟ فما فی قریش أغنی من بعلک! قالت: أما لیله فقائم، وأما نهاره فصائم، فلقیه النبی - صلی الله علیه وآله وسلم- فقال: أما لک بی أسوة. . . الحدیث. قال: فأتتهن بعد ذلک عطرة کأنها عروس. _ وعن حماد بن زید قال: حدثنا معاویة بن عیاش، عن أبی قلابة أن عثمان بن مظعون قعد یتعبد، فأتاه النبی - صلی الله علیه واله وسلم- فقال: یا عثمان! إن الله لم یبعثنی بالرهبانیة وإن خیر الدین عند الله الحنیفیة السمحة.

ص: 111

الصحابی الجلیل الذی قبّله النبی صلی الله علیه وآله وسلم وهو میت وبکی علیه. ((1))

وقد ذکر الثقفی فی تاریخه عن هبیرة بن مریم، قال: کنّا جلوساً عند علی علیه السلام، فدعا ابنه عثمان، فقال له: یا عثمان، ثمّ قال: إنی لم اسمّه باسم عثمان...، إنّما سمّیته باسم عثمان بن مظعون.((2)) وفی زیارة الناحیة المقدسة: السلام علی عثمان ابن أمیر المؤمنین سمیّ عثمان بن مظعون.((3))

وکذلک عثمان بن حنیف ترجم له ابن الأثیر فی أسد الغابة،((4)) وهو أحد أصحاب الإمام علی علیه السلام شهد معه حرب الجمل، وقد استعمله


1- سیرة أعلام النبلاءج3ص193.
2- مجمع النورین الشیخ ابو الحسن المرندی ص 261و تقریب المعارف ص52 نقلا عن تاریخ الثقفی. ومقاتل الطالبیین ص58 وعنه بحار الأنوار ج45ص38.
3- بحار الأنوار ج101 ص270 نقلا عن الإقبال ومزار المفید.
4- – أُسد الغابة فی معرفة الصحابة ج3 – ص531 برقم3577

ص: 112

الإمام علی علی البصرة، ((1)) وحین مات صلی علیه الإمام علیه السلام. ((2))

 فلو سلمنا أن الإمام علیا علیه السلام لم یسمِ ابنه باسم عثمان بن مظعون، فمن باب أولی أن یسمیه باسم صاحبه عثمان بن حنیف، ومن تلک الشخصیات عثمان بن أبی طلحة الذی قتله الإمام علی علیه السلام فی غزوة أحد، ((3)) وعثمان هذا والد الصحابی شیبة بن عثمان بن أبی طلحة. ((4))

وعلیه فلا یمکننا أن نقول بأن عفان والد الخلیفة عثمان سمی ولده باسم مشرک، إذن فالتسمیة لا علاقة لها بالحب والبغض إلا فی بعض الموارد مع وجود الدلیل والقرینة علی التسمیة ومن دونها تبقی مجرد احتمالات لا تمس إلی القطعیة بصلة.

بدأنا بتدوین هذا البحث فی غرة شهر محرم الحرام لعام اثنین وثلاثین وأربع مئة وألف من الهجرة المبارکة وانتهینا منه فی یوم الاثنین لعشر خلون من شهر محرم الحرام لعام ثلاثة وثلاثین وأربعة مئة وألف من الهجرة النبویة المبارکة المصادف السابع عشر من الشهر الثانی عشر لعام أحد عشر وألفین من السنة المیلادیة، وله الحمد والشکر علی نعمه وآلائه والصلاة علی محمد المصطفی وآله وصحبه المنتجبین. انتهی


1- ابن حجر فی الإصابة – ج4 – ص364 – برقم5451
2- الذهبی فی سیر أعلام النبلاء – ج4 – ص5 – برقم157
3- ابن عبد البر فی الاستیعاب - ص555 - برقم 1887
4- سیر أعلام النبلاء للذهبی – ج4 – ص191 برقم225

ص: 113

مصادر الکتاب

1. القران الکریم.

2. أبصار العین فی أنصار الحسین / العلامة محمد طاهر السماوی.

3. الإرشاد للمعرفة / للشیخ المفید.

4. أساس البلاغة / للزمخشری.

5. الاستغاثة / لأبی قاسم الکوفی.

6. أسد الغابة / لابن الأثیر.

7. الإصابة فی تمییز الصحابة / لابن حجر العسقلانی.

8. أعلام النبلاء / للذهبی.

9. أعلام النساء المؤمنات / للعلامة محمد حسون.

10. أعلام الهدایة / المجمع العالمی لأهل البیت.

11. أعلام الوری/ للطبرسی.

12. أعیان الشیعة / للعلامة الامینی.

13. الانثربولوجیة لمجتمع الکوفة / السید نبیل الحسنی.

14. أنساب الأشراف / البلاذری.

15. انساب العرب / للعلامة ابن منظور جمال الدین محمد.

16. بحار الأنوار / للعلامة المجلسی.

ص: 114

17. تاریخ الأئمة / الکاتب البغدادی.

18. تاریخ الخمیس / حسین بن محمد الدِّیار بَکْری

19. تاریخ الطبری / لمحمد بن جریر الطبری

20. تاریخ مدینة دمشق / لابن عساکر

21. تحفة الاحوذی فی شرح الترمذی / محمد المبارکفوری

22. تحفة الإزهار / السید الشدقمی

23. ترجمة الحسین / لابن عساکر

24. تفسیر المراغی / العلامة المراغی

25. تفسیر المنار / محمد رشید رضا

26. التقیة / للشیخ الأعظم الأنصاری

27. التقیة فی الفکر الإسلامی / نشر مرکز الرسالة

28. التنبیه والأشراف / للمسعودی

29. تنقیح المقال / المامقانی

30. تهذیب التهذیب / الحافظ ابن حجر العسقلانی

31. الثورة الحسینیة / للفقیه السید الحسین بحر العلوم

32. حلیة الأولیاء / أبو نعیم الأصفهانی

33. حیاة الحیوان  / الجاحظ

34. الخرائج والجرائح / لقطب الدین الراوندی

35. خصائص النسائی / النسائی

36. خلاصة الأقوال / العلامة الحلی

37. ربیع الإبرار / الزمخشری

38. روح المعانی / الآلوسی

39. زاد المیسرفی علم التفسیر / عبد الرحمن الجوزی

ص: 115

40. سفینة البحار / للمحدث القمی

41. السلفیة عند السنة والإمامیة / السید محمد الکثیری.

42. سنن ابن ماجة / ابن ماجة

43. السنن الکبری / للبیهقی

44. السیدة رقیة بنت الإمام الحسین علیه السلام / للعلامة علی الخلخالی

45. الشعائر الحسینیة / للشیخ فوزی آل سیف

46. صحیح الاعتقاد / الشیخ المفید

47. صحیح البخاری / البخاری

48. الضعفاء / العقیلی

49. الطبقات الکبری / لابن سعد

50. العدد القویة / للعلامة ابن المطهر الحلی

51. عمدة الطالب فی انساب أبی طالب / لابن عنبة

52. عمدة القاری فی شرح البخاری / العلامة بدر الدین العینی

53. عون المعبود شرح سنن أبی داود / شمس الحق العظیم أبادی

54. عیون أخبار الرضا علیه السلام / للمحدث الصدوق

55. فتح الباری / للعسقلاتی

56. فرسان الهیجاء فی أنصار الحسین / للشیخ ذبیح الله

57. الفصول المهمة / للعلامة عبد الحسین شرف الدین

58. فضائل الصحابة / الإمام أحمد بن حنبل

59. فن الخطابة الحسینیة / للخطیب باقر المقدسی

60. الفوائد الرجالیة / السید مهدی بحر العلوم

61. فیض القدیر / عبد الرؤوف المناوی

62. قواعد الاَحکام فی مصالح الاَنام / عزالدین عبد العزیز السلمی

ص: 116

63. الکافی/ للکلینی.

64. الکامل فی التاریخ / لابن الاثیر

65. کشف الغمة / للاربلی

66. المبسوط / السرخسی الحنفی

67. مثیر الأحزان / أبن نما الحلی

68. المجدی فی انساب الطالبیین / أبی الحسن علی العلوی النسابة

69. المجروحین / لابن حبان

70. مجمع الزوائد / علی بن أبی بکر الهیثمی

71. مجمع النورین / الشیخ ابو الحسن المرندی

72. محسن السقط / مهدی الخرسان.

73. المدخل إلی مذهب ابن حنبل / عبد القادر احمد بدران

74. مراصد الاطلاع / عبد المؤمن البغدادی

75. مراقد المعارف / للعلامة حرز الدین

76. مسألتان فی النص علی امامة الامام علی / للمفید.

77. المستدرک / الحاکم النیسابوری

78. مستدرک سفینة البحار / للشیخ علی النمازی الشاهرودی

79. مسند أحمد بن حنبل / ابن حنبل

80. المشککین فی نهج البلاغة / عادل حسن الاسدی

81. مصادر نهج البلاغة / للشیخ هادی آل کاشف الغطاء

82. المصباح المنیر / الفیومی

83. المصنف / لابن عبد الرزاق الصنعانی

84. معجم البلدان / الحموی

85. مقاتل الطالبیین / لأبی فرج الاصفهانی

ص: 117

86. مقتل الحسین / لأبی مخنف

87. مقتل الحسین / للحجة السید عبد الرزاق المقرم

88. الملهوف فی قتلی الطفوف / السید علی بن طاوس

89. من قضایا النهضة الحسینیة / الشیخ فوزی آل سیف

90. مناقب أل أبی طالب / لابن شهر بن آشوب

91. المناقب أحمد بن حنبل / لابن الجوزی

92. منتهی الآمال / عباس القمی.

93. موسوعة التاریخ الاسلامی / محمد هادی یوسف الغروی

94. موسوعة العتبات المقدسة / للکرباسی

95. نفس المهموم / للمحدث عباس القمی

96. نیل الأوطار / للشوکانی

97. واقع التقیة عند المذاهب / ثامر هاشم حبیب العمیدی

98. وسائل الشیعة / للمحدث الحر العاملی

ص: 118

المحتویات الإهداء. 5

شکر وامتنان. 5

مقدمة اللجنة العلمیة. 5

مُقَدِمةُ الکتاب.. 5

الفصل الأول

المبحث الأول: عدد زوجات الإمِامُ علیٍّ علیه السلام. 5

المبحث الثانی: عدد أبناء الإمامُ علیٍّ علیه السلام. 5

المبحث الثالث: نساءٌ مع الإمامِ الحُسین علیه السلام. 5

ص: 119

الفصل الثانی

المبحث الأول: تاریخ ولادة محمد الأصغر ونشأته. 5

المطلب الأول: زواج الإمام علیه السلام بالسیدة النهشلیة. 5

المطلب الثانی: مَولِدُهُ ونَشْأَتُهُ رضی الله عنه. 5

المطلب الثالث: اسمه وکنیته. 5

وأما کنیته. 5

المَبْحَثُ الثَانِی.. 5

المطلب الأول: تاریخُ حادثةِ عاشوراء وشهادة ابی بکر. 5

المطلب الثانی: کیفیة شَهَادَتُهُ رضی الله عنه. 5

المبحث الثالث.. 5

المطلب الأول: مصادر لم تذکر شهادته رضی الله عنه. 5

المطلب الثانی: مصادر شککت بشهادته رضی الله عنه. 5

أولا: مناقشة فی النسخة الأصلیة لمقتل أبی مخنف... 5

ثانیا: وأما تشکیک الطبری.. 5

ثالثا: وأما الإجابة علی کلام العلامة شمس الدین (قده) 5

قصیدة بکر بن علی رضی الله عنه. 5

قصیدة بعنوان (بَکْراً العلی) 5

ص: 120

الفصل الثالث

تمهید: طبیعة الأسماء فی الجاهلیة. 5

المبحث الأول. 5

الأول: تسمیة الأبناء بالأصحاب... 5

الثانی: استعمال کنیة أبی بکر قبل الإسلام. 5

الثالث: حقیقة اسم الخلیفة أبو بکر والتسمیة به. 5

المبحث الثانی.. 5

الأول: کثرة اسم عمر فی العرب... 5

الثانی: دور عمر بن الخطاب فی تغییر الأسماء. 5

الثالث: التسمیة بعثمان فی العرب... 5

مصادر الکتاب   5

ص: 121

إصدارات قسم الشؤون الفکریة والثقافیة فی العتبة الحسینیة المقدسة تألیف

اسم الکتاب

ت

السید محمد مهدی الخرسان

السجود علی التربة الحسینیة

1

زیارة الإمام الحسین علیه السلام باللغة الانکلیزیة

2

زیارة الإمام الحسین علیه السلام باللغة الأردو

3

الشیخ علی الفتلاوی

النوران ___ الزهراء والحوراء علیهما السلام __ الطبعة الأولی

4

الشیخ علی الفتلاوی

هذه عقیدتی __ الطبعة الأولی

5

الشیخ علی الفتلاوی

الإمام الحسین علیه السلام فی وجدان الفرد العراقی

6

الشیخ وسام البلداوی

منقذ الإخوان من فتن وأخطار آخر الزمان

7

السید نبیل الحسنی

الجمال فی عاشوراء

8

الشیخ وسام البلداوی

ابکِ فإنک علی حق

9

الشیخ وسام البلداوی

المجاب بردّ السلام

10

السید نبیل الحسنی

ثقافة العیدیة

11

السید عبد الله شبر

الأخلاق (تحقیق: شعبة التحقیق) جزآن

12

الشیخ جمیل الربیعی

الزیارة تعهد والتزام ودعاء فی مشاهد المطهرین

13

لبیب السعدی

من هو؟

14

السید نبیل الحسنی

الیحموم، أهو من خیل رسول الله أم خیل جبرائیل؟

15

الشیخ علی الفتلاوی

المرأة فی حیاة الإمام الحسین علیه السلام

16

ص: 122

السید نبیل الحسنی

أبو طالب علیه السلام ثالث من أسلم

17

السید محمدحسین الطباطبائی

حیاة ما بعد الموت (مراجعة وتعلیق شعبة التحقیق)

18

السید یاسین الموسوی

الحیرة فی عصر الغیبة الصغری

19

السید یاسین الموسوی

الحیرة فی عصر الغیبة الکبری

20

الشیخ باقر شریف القرشی

حیاة الإمام الحسین بن علی (علیهما السلام) ___ ثلاثة أجزاء

21 __ 23

الشیخ وسام البلداوی

القول الحسن فی عدد زوجات الإمام الحسن علیه السلام

24

السید محمد علی الحلو

الولایتان التکوینیة والتشریعیة عند الشیعة وأهل السنة

25

الشیخ حسن الشمری

قبس من نور الإمام الحسین علیه السلام

26

السید نبیل الحسنی

حقیقة الأثر الغیبی فی التربة الحسینیة

27

السید نبیل الحسنی

موجز علم السیرة النبویة

28

الشیخ علی الفتلاوی

رسالة فی فن الإلقاء والحوار والمناظرة

29

علاء محمدجواد الأعسم

التعریف بمهنة الفهرسة والتصنیف وفق النظام العالمی (LC)

30

السید نبیل الحسنی

الأنثروبولوجیا الاجتماعیة الثقافیة لمجتمع الکوفة عند الإمام الحسین علیه السلام

31

السید نبیل الحسنی

الشیعة والسیرة النبویة بین التدوین والاضطهاد (دراسة)

32

الدکتور عبدالکاظم الیاسری

الخطاب الحسینی فی معرکة الطف ___ دراسة لغویة وتحلیل

33

الشیخ وسام البلداوی

رسالتان فی الإمام المهدی

34

الشیخ وسام البلداوی

السفارة فی الغیبة الکبری

35

السید نبیل الحسنی

حرکة التاریخ وسننه عند علی وفاطمة علیهما السلام (دراسة)

36

السید نبیل الحسنی

دعاء الإمام الحسین علیه السلام فی یوم عاشوراء __ بین النظریة العلمیة والأثر الغیبی (دراسة) من جزءین

37

الشیخ علی الفتلاوی

النوران الزهراء والحوراء علیهما السلام ___ الطبعة الثانیة

38

شعبة التحقیق

زهیر بن القین

39

السید محمد علی الحلو

تفسیر الإمام الحسین علیه السلام

40

الأستاذ عباس الشیبانی

منهل الظمآن فی أحکام تلاوة القرآن

41

السید عبد الرضا الشهرستانی

السجود علی التربة الحسینیة

42

السید علی القصیر

حیاة حبیب بن مظاهر الأسدی

43

ص: 123

الشیخ علی الکورانی العاملی

الإمام الکاظم سید بغداد وحامیها وشفیعها

44

جمع وتحقیق: باسم الساعدی

السقیفة وفدک، تصنیف: أبی بکر الجوهری

45

نظم وشرح:  حسین النصار

موسوعة الألوف فی نظم تاریخ الطفوف __ ثلاثة أجزاء

46

السید محمد علی الحلو

الظاهرة الحسینیة

47

السید عبدالکریم القزوینی

الوثائق الرسمیة لثورة الإمام الحسین علیه السلام

48

السید محمدعلی الحلو

الأصول التمهیدیة فی المعارف المهدویة

49

الباحثة الاجتماعیة کفاح الحداد

نساء الطفوف

50

الشیخ محمد السند

الشعائر الحسینیة بین الأصالة والتجدید

51

السید نبیل الحسنی

خدیجة بنت خویلد أُمّة جُمعت فی امرأة – 4 مجلد

52

الشیخ علی الفتلاوی

السبط الشهید – البُعد العقائدی والأخلاقی فی خطب الإمام الحسین علیه السلام

53

السید عبدالستار الجابری

تاریخ الشیعة السیاسی

54

السید مصطفی الخاتمی

إذا شئت النجاة فزر حسیناً

55

عبدالسادة محمد حداد

مقالات فی الإمام الحسین علیه السلام

56

الدکتور عدی علی الحجّار

الأسس المنهجیة فی تفسیر النص القرآنی

57

الشیخ وسام البلداوی

فضائل أهل البیت علیهم السلام بین تحریف المدونین وتناقض مناهج المحدثین

58

حسن المظفر

نصرة المظلوم

59

السید نبیل الحسنی

موجز السیرة النبویة – طبعة ثانیة، مزیدة ومنقحة

60

الشیخ وسام البلداوی

ابکِ فانک علی حق – طبعة ثانیة

61

السید نبیل الحسنی

أبو طالب ثالث من أسلم – طبعة ثانیة، منقحة

62

السید نبیل الحسنی

ثقافة العید والعیدیة – طبعة ثالثة

63

الشیخ یاسرالصالحی

نفحات الهدایة – مستبصرون ببرکة الإمام الحسین علیه السلام

64

السید نبیل الحسنی

تکسیر الأصنام – بین تصریح النبی 2 وتعتیم البخاری

65

الشیخ علی الفتلاوی

رسالة فی فن الإلقاء – طبعة ثانیة

66

محمد جواد مالک

شیعة العراق وبناء الوطن

67

حسین النصراوی

الملائکة فی التراث الإسلامی

68

ص: 124

السید عبد الوهاب الأسترآبادی

شرح الفصول النصیریة – تحقیق: شعبة التحقیق

69

الشیخ محمد التنکابنی

صلاة الجمعة– تحقیق: الشیخ محمد الباقری

70

د. علی کاظم مصلاوی

الطفیات – المقولة والإجراء النقدی

71

الشیخ محمد حسین الیوسفی

أسرار فضائل فاطمة الزهراء علیها السلام

72

السید نبیل الحسنی

الجمال فی عاشوراء – طبعة ثانیة

73

السید نبیل الحسنی

سبایا آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم

74

السید نبیل الحسنی

الیحموم، -طبعة ثانیة، منقحة

75

السید نبیل الحسنی

المولود فی بیت الله الحرام: علی بن أبی طالب علیه السلام أم حکیم بن حزام؟

76

السید نبیل الحسنی

حقیقة الأثر الغیبی فی التربة الحسینیة – طبعة ثانیة

77

السید نبیل الحسنی

ما أخفاه الرواة من لیلة المبیت علی فراش النبی (صلی الله علیه و آله و سلم)

78

صباح عباس حسن الساعدی

علم الإمام بین الإطلاقیة والإشائیة علی ضوء الکتاب والسنة

79

الدکتور مهدی حسین التمیمی

الإمام الحسین بن علی علیهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء

80

ظافر عبیس الجیاشی

شهید باخمری

81

الشیخ محمد البغدادی

العباس بن علی علیهما السلام

82

الشیخ علی الفتلاوی

خادم الامام الحسین علیه السلام شریک الملائکة

83

الشیخ محمد البغدادی

مسلم بن عقیل علیه السلام

84

السید محمدحسین الطباطبائی

حیاة ما بعد الموت (مراجعة وتعلیق شعبة التحقیق) – الطبعة الثانیة

85

الشیخ وسام البلداوی

منقذ الإخوان من فتن وأخطار آخر الزمان – طبعة ثانیة

86

الشیخ وسام البلداوی

المجاب برد السلام – طبعة ثانیة

87

ابن قولویه

کامل الزیارات باللغة الانکلیزیة (Kamiluz Ziyaraat)

88

السید مصطفی القزوینی

Islam Inquiries About Shi‘a

89

السید مصطفی القزوینی

When Power and Piety Collide

90

السید مصطفی القزوینی

Discovering Islam

91

د. صباح عباس عنوز

دلالة الصورة الحسیة فی الشعر الحسینی

92

حاتم جاسم عزیز السعدی

القیم التربویة فی فکر الإمام الحسین علیه السلام

93

ص: 125

الشیخ حسن الشمری الحائری

قبس من نور الإمام الحسن علیه السلام

94

الشیخ وسام البلداوی

تیجان الولاء فی شرح بعض فقرات زیارة عاشوراء

95

الشیخ محمد شریف الشیروانی

الشهاب الثاقب فی مناقب علی بن أبی طالب علیهما السلام

96

الشیخ ماجد احمد العطیة

سید العبید جون بن حوی

97

الشیخ ماجد احمد العطیة

حدیث سد الأبواب إلا باب علی علیه السلام

98

الشیخ علی الفتلاوی

المرأة فی حیاة الإمام الحسین علیه السلام __ الطبعة الثانیة __

99

السید نبیل الحسنی

هذه فاطمة علیها السلام – ثمانیة أجزاء

100

السید نبیل الحسنی

وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وموضع قبره وروضته

101

تحقیق: مشتاق المظفر

الأربعون حدیثا فی الفضائل والمناقب- اسعد بن إبراهیم الحلی

102

تحقیق: مشتاق المظفر

الجعفریات -  جزآن

103

تحقیق: حامد رحمان الطائی

نوادر الأخبار – جزآن

104

تحقیق: محمد باسم مال الله

تنبیه الخواطر ونزهة النواظر – ثلاثة أجزاء

105

د. علی حسین یوسف

الإمام الحسین علیه السلام فی الشعر العراقی الحدیث

106

الشیخ علی الفتلاوی

This Is My Faith

107

حسین عبدالسید النصار

الشفاء فی نظم حدیث الکساء

108

حسن هادی مجید العوادی

قصائد الاستنهاض بالإمام الحجة عجل الله تعالی فرجه

109

السید علی الشهرستانی

آیة الوضوء وإشکالیة الدلالة

110

السید علی الشهرستانی

عارفاً بحقکم

111

السید الموسوی

شمس الإمامة وراء سحب الغیب

112

إعداد: صفوان جمال الدین

Ziyarat Imam Hussain

113

تحقیق: مشتاق المظفر

البشارة لطالب الاستخارة للشیخ احمد بن صالح الدرازی

114

تحقیق: مشتاق المظفر

النکت البدیعة فی تحقیق الشیعة للشیخ سلیمان البحرانی

115

تحقیق: مشتاق صالح المظفر

شرح حدیث حبنا أهل البیت یکفر الذنوب للشیخ علی بن عبد الله الستری البحرانی

116

تحقیق: مشتاق صالح المظفر

منهاج الحق والیقین فی تفضیل علی أمیر المؤمنین للسید ولی بن نعمة الله الحسینی الرضوی

117

ص: 126

تحقیق: أنمار معاد المظفر

قواعد المرام فی علم الکلام، تصنیف کمال الدین میثم بن علی بن میثم البحرانی

118

تحقیق: باسم محمد مال الله الأسدی

حیاة الأرواح ومشکاة المصباح للشیخ تقی الدین إبراهیم بن علی الکفعمی

119

السید نبیل الحسنی

باب فاطمة علیها السلام بین سلطة الشریعة وشریعة السلطة

120

السید علی الشهرستانی

تربة الحسین علیه السلام وتحولها إلی دم عبیط فی کربلاء

121

The Aesthetics of Ashura tr

السید نبیل الحسنی

123

نثر الإمام الحسین علیه السلام

د. حیدر محمود الجدیع

124

قرة العین فی صلاة اللیل

الشیخ میتاق عساس الخفاجی

125

من المسیح العائد إلی الحسین الثائر

انطوانان بارا

126

ظاهرة الاستقلاب فی عرض النص النبوی والتاریخ

السید نبیل الحسنی

127

الإستراتیجیة الحربیة فی معرکة عاشوراء: بین تفکیر الجند وتحنید الفکر

السید نبیل الحسنی

128

النبی اصلی الله علیه وآله وسلم و مستقبل الدعوة

مروان خلیفات

129

البکاء علی الحسین علیه السلام فی مصادر الفریقین

الشیع حسن المطوری

130

تفضیل السیدة زهراء علی الملائکة والرسل والأنبیاء

الشیخ وسام البلداوی

131

The Prophetic Life A Concise Knowledge of History

السید نبیل الحسنی

132

معانی الاخبار للشیخ الصدوق

تحقیق : السید محمد کاظم

133

ضیاء الشهاب وضوء الشهاب فی شرح ضیاء الأخبار

تحقیق : عقیل عبدالحسن

134

المنهج السیاسی لإهل البیت علیهم السلام

السید عبد الستار الجابری

135

هوامش علی رسالة القول الفصل فی الآل والأحل

عبدالله حسین الفهد

136

فلان و فلانة

عبدالرحمن العقیلی

137

معجم نواصب المحدثین

عبدالرحمن العقیلی

138

استنطاق آیة الغار

السید نبیل الحسنی

139

دور الخطاب الدینی فی تغییر البنیة الفکریة

السید نبیل الحسنی

140

أنصار الحسین علیه السلام.. الثورة والثوار

السید محمد علی الحلو

141

ص: 127

السنة المحمدیة

عسدالرحمن العقیلی

14٢

قواعد حیاتیة علی ضوء روایات أهل البیت علیهم السلام

الشیخ علی الفتلاوی

143

المثل العلیا فی تراث أهل البیت علیهم السلام

د. محمد حسین الصغیر

144

خاصف النعل

الشیخ ماجد العطیة

145

الإمام موسی بن جعفر علیهما السلام وروایاته الفقهیة

عبد السادة الحداد

146

الإمام حسن العسکری علیه السلام وروایاته الفقهیة

عبد السادة الحداد

147

أصول وقواعد تفسیر الموضوعی

الشیخ مازن التمیمی

148

بحوث لفظیة قرآنیة

عبد الرحمن العقیلی

149

مستدرک الکافی

د. علی عبد الزهرة الفحام

150

الإفصاح عن المتواری من أحادیث المسانید والسنن والصحاح -جزئین

الحاج محسن الخیاط

151

آمنة بنت الحسین علیهماالسلام

السید محمد علی الحلو

152

أمهات الائمة المعصومین - جزئین

د. السید حسین الصافی

153

قراءة فی السیرة الفاطمیة

کفاح الحداد

154

الإیمان والعلم الحدیث

محمد حسین الادیب

155

موسوعة اثار السید المقرم

السید عبد الرزاق المقرم

156

الأمن فی القرآن والسنة

الشیخ خالد النعمانی

157

شخصیة المختار الثقفی عند المؤرخین القدامی

سالم لذیذ والی الغزی

158

الوعی الإسلامی

الشهید السید حسن الشیرازی

159

الشعائر الحسینیة فی العصرین الأموی والعباسی

محمدباقر موسی جعفر

160

الأربعین وفلسفة المشی إلی الحسین علیه السلام

الشیخ حیدر الصمیائی

161

یتیم عاشوراء من أنصار کربلاء

میثاق عباس الحلی

162

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.